لغة

300 كلمة في اليوم (27): فخّمَ يُفخّم تفخيمًا

ومع ذلك، يظلّ سؤال السبب عن الكتابة والنشر ماثلًا، حتى في سياقاته المضحكة الطريفة. فالأضحوكة تحكي عن الكاتب الشهير جورج برنارد شو، لا أوقعكم الله بلسانه، حين قال له كاتب حقود لا يحبّه: “أنا أفضل منك، فإنك تكتب بحثا عن المال، وأنا أكتب بحثًا عن الشرف.” فردّ عليه برنارد شو: “صدقت؛ كلّ منا يبحث عمّا ينقصه”! فالحاجة لالتقاء الدافعين لا فكاك منها ولا نجاة: دافع الكتابة ودافع القراءة. الأول يطلع من ثنايا حبّ التأثير والبروز والمَلاحة، والثاني يأتي من حبّ الاستفادة والإفادة (من يقرأ، يقرأ على أقرانه)…

300 كلمة في اليوم (20): سَمَّسَ يُسِمِّسُ تَسميسًا!

اللغة العربيّة المعياريّة (الفصحى) ليست لغة طيّعة ومرنة (رغم جمالياتها)، على عكس العاميّة المحكيّة، الرشيقة والمرنة والقادرة على نحت الكلمات ببراعة. لذلك، هي لغة الحريّة اليوميّة وتشغيل الخيال والإبداع، لغة الأمّ الحقيقيّة، الصديقة، كما أنّ الفصحى هي لغة الأمّة. وعليه، فإنّ محاولة ضخّ الدم والألوان المعاصرة في اللغة العربيّة المعياريّة أمر حاسم وبالغ الأهميّة، لأنّه يُقرّب اللغة من الناس ويشجّعهم على تبنّي مصطلحاتها، من دون أن يتّسم ذلك بالعنجهيّة والتكبّر والتنفير التي يتقنها شرطيّو اللغة البغيضون الذين يجلسون في الصف الأول بكلّ ندوة ويصرخون طول الندوة: “يا عمّي مرفوع مش منصوب”؛ “المستمعون وليس المستمعين!”، وهم بذلك يمارسون قمعًا وترهيبًا بدلًا من تحبيب الناس باللغة…

نحو استرجاع كلماتنا المُعَبْرَنة: أحْلى صبابةٌ برَبّكَ

ثم تأتي الطعنة الأكبر: “سباباااا”… هكذا يقولون كلمة “صبابة” الرائعة، الجميلة، المخملية بجدارة. تصير: “سبابا”، وكأنها كلمة تافهة تُقال عبثًا، تُراق سُدًى. من يشرح لأبناء وبنات عمنا ما تعنيه الصبابة نحو استرجاع كلماتنا المُعَبْرَنة: أحْلى صبابةٌ برَبّكَ علاء حليحل هل…

عينا دُشّه السّاحرتان

 فقدتُ لغتي. بعد سنوات طويلة من القراءة والكتابة وتصفح المعاجم والإخلاص لـ “لسان العرب”، خِلاً وصديقًا، فقدتُ لغتي؛ فقدتُ عشرات آلاف المرادفات والمتضادات المُصرّفة والممنوعة من الصرف، لأجد نفسي طيلة الأسبوعين الأخيرين عالقًا في كلمات معدودات لا تتغير: دش الدش…