محمود درويش

الويل للمُرتدّين!

من أكثر الأمور إزعاجًا، عند تبادل السّجالات والنقاشات، مع رفاق “الجبهة” و”الحزب الشيوعي”، هو ضرورة احتمال التزمّت الديني-الغيبي الذي يركبهم، رغم قناعتهم بأنهم علمانيون. فبالنسبة لهم، الحقيقة تطل من كتيّبات مؤتمراتهم وصحفهم، ولا مجال لأيّ نقد، خصوصًا ضدّ من نصّبوهم أنبياء العصر الجديد، بعد موت لينين وماركس. فكل من تسوّل له نفسه حق ممارسة حصته الطبيعية، كفلسطيني، في نقد نفسه ومجتمعه وأحزابه وشخصياته الأدبية، هو بالضرورة “قزم” أو “زئبقي” أو “هلامي” أو “غضروفي” أو “انبطاحي” أو “سلاخي” أو “انهزامي”- ولكنها كلها، هذه المصطلحات التي تربّوا عليها، تأتي لتحلّ مكان كلمة واحدة تفسّر كل ردودهم وتوجهاتهم في الردّ، ألا وهي كلمة “مُرتدّ”.

“جداريّة”: لبّيكَ يا مسرحُ، لبّيكَ!

على مخرجِينا ومُدرائِنا الفنيين وممثلينا وممثلاتِنا ومُصمّمِي إضاءاتِنا وملابسِنا وديكوراتِنا وموسيقانا أنْ يقفوُا وقفةَ الرجلِ/ المرأةِ الواحدةِ، وأنْ يخشعُوا أمامَ مسرحيةِ “جدارية” المستحيلةِ، وأن يُحنوا هاماتِهم ورؤوسَهم إجلالاً وتكبيرًا، وأن يهلّلُوا معًا وسويةً: لبّيكَ يا مسرح، لبّيكَ!
هذه تنغيمةٌ لمسرحيةٍ لم تحدثْ بعدُ، لا في الماضي ولا في المستقبلِ، وكأنَّ ما كانَ على الخشبةِ، قبلَ ساعاتٍ أو تزيدُ، هو إشارةٌ من عالمٍ آخرَ، من مسرحٍ آخرَ، من مَجرّةٍ فنيةٍ لم تتآكلْ فيها الهِمَمُ بعدُ؛ كأنَّ ما حدثَ على خشبةِ مسرحِ “الميدان” ليلة أمس الأول (الأربعاء) هو أعجوبة

على هذه الأرض ما يستحق الذمّ!

لا يصمد فيلم “كما قال الشاعر” في امتحان الزمن؛ فمخرجه نصري حجاج اعتمد على انفعال اللحظة بعد موت الشاعر محمود درويش وحاول أن يعبّر عن غياب الشاعر بشريط وجدانيّ شبه تجريديّ، يعتمد على صوت الشاعر وشعراء آخرين يتلون شعره، وفي…

المعلم

حتى لو لم تكن قصائد محمود درويش معروفة لعامة الناس الذين حزنوا عليه ورافقوا موته وتشييعه، إلا أنّ تأثيره عليهم ناجز لا محالة. فدرويش أثر على جيل كامل من الصحافيين والكُتاب وأهل الرأي والثقافة، وهو بهذا ثبّت مكانته أكثر من…