عباس

إعتدل يعتدل اعتدالاً

وبما أنّ كوندي هنا، في بيتنا، يا مرحبا يا مرحبا، فإنني سارعتُ إلى إجراء جرد حساب سريع بيني وبين نفسي، علّي أكون معتدلاً فتدعمني كوندي بالأخضر والأزرق. والاعتدال وفق ابن منظور في معجمه “لسان العرب”: “تَوَسُّطُ حالٍ بين حالَيْن في كَمٍّ أَو كَيْفٍ، كقولهم جِسْمٌ مُعْتَدِلٌ بين الطُّول والقِصَر، وماء مُعْتَدِلٌ بين البارد والحارِّ، ويوم مُعْتَدِلٌ طيِّب الهواء ضدُّ مُعْتَذِل، بالذال المعجمة.

عباس لم يسافر إلى اليونان

بدا عباس شاحبًا بعض الشيء وهو يراجع بعض الأوراق خلف مكتبه في الجريدة. “لم أسافر”، قال رأسًا من دون إلقاء التحية في المكالمة الصباحية المبكرة صباح السبت. لم يستوعب سمير وجوده في الأريكة يحضن ليليان من الخلف. حتى صوت عباس…

عباس سيسافر إلى اليونان

صاح عباس غاضبًا وهو جالس في “المقهى الصغير” في السابعة مساءً من يوم الجمعة. كانت كل نشرات الأخبار في الراديوهات في البلاد تتناول “الكشف الخطير الذي تمّ على يد الصحفي عباس الجنوبي، عن قضية رشاوى وفساد لا مثيل لها في الشرطة الإسرائيلية”. القناة الثانية للراديو أجرت معه لقاءً مطولاً عن القضية والقناة الثانية للتلفزيون عرضت عليه الذهاب إلى نشرة الثامنة مساءً. عباس رفض

عباس يستشيط غضبًا ويكتب عن الدعارة

الجريدة التي يعمل فيها عباس تقع في “الواد” في حيفا السفلى. العلاقة والارتباط بين الجريدة والمكان أدّيا في انسياب مثاليّ تلفه الألفة والرضا من الطرفيْن إلى وحدة مصير عجيبة (“وما هي الجريدة؟.. ها.. حدث مجرد؟.. ظاهرة ثورية مستقلة؟..الجريدة ليست إلا الناس العاملين فيها، إذا تغيروا تغيرت وإذا تبدلوا تبدلت”، كان عباس يصرخ على سمير عادة والسكر قد تعتعه،

عباس لن يصير فدائيًّا

حتى رائحة الكحول الحادة المنبعثة من فيه دومًا لم تكن لتمنعه من التمتع برائحة الشتاء الرطب المنبعثة من صفو صحو بعد منتصف ليلة ماطرة. الوقت: الواحدة بعد منتصف الليل في حيفا. أية ليلة. وعباس الجنوبيّ يصنع طريقه متكّئًا على سمير نحو شقته، عائديْن من بارهما المفضل. كان عباس أكثر ما يحبّه في تلك اللحظات الغناء. والغناء في تلك الظروف كان عبارة عن صراخ بشع يجمع بين جُمل وألحان عديدة جمعَها دماغ عباس المتعطل في وصلة واحدة طويلة كانت تصمّ آذان سمير.