حب

300 كلمة في اليوم (25): عن دحدوحي والشعور بالذنب

دحدوحي مريض. أعتقد أنّه الآن واحد من مئات ملايين الأطفال في العالم ممّن سيمرضون هذا الشتاء. إنفلونزا خفيفة أو ثقيلة، “ﭼـريـﭖ” بغيض وكريه يشلّ الجسد ويجعل من رفع الرأس مهمة عسيرة على أيّ بالغ- فما بالك بطفل في الرابعة؟ الغريب أنّني أشعر بالذنب الآن بسبب فيروس اعتدى عليه. لماذا أشعر بالذنب؟ هل نكون أهملنا في الحرص على أن يغسل يديه بوتيرة مُرضية؟ هل أرسلناه إلى الروضة ونحن نعرف أنّ أطفالًا مريضون فيها؟ هل نمنا الليلة بطولها من دون أن نستيقظ على بدايات سعاله؟ لا يهمّ ما السبب: الشعور بالذنب يرافقك كلّ لحظة. وفي هذه اللحظة المتعبة تدرك ما كانت تقوله أمك فوق فراشك وأنت صغير: “أنا ولا إنتي يمّا”…

الخجل

جذبتني “أ” من يدي وأخذتني إلى خلف ساحة المدرسة القصيّة، وقالت لي من دون أن تتلعثم: “تعال نلعب عروس وعريس”. كانت سنواتي الحادية عشرة كفيلةً بأن تجعلني أفهم ما تعنيه جملة “عريس وعروس”، إلا أنني لم أحرّك ساكنًا. فقد صدمتني…

نصٌ للشتاءِ

(لا يقرأه إلا الثعابين) الشتاءُ هو الشهوةُ، لأنّ الشهوةَ حنينٌ إلى ارتعاشاتِ الجسدِ، والمطرُ ارتعاشاتُ الشتاءِ. في الشتاءِ يتفتّح الجّسدُ حينَ تنامُ الأشجارُ؛ فالعلاقة عكسية ٌ وهي عصية ٌ على الفهمِ إلا في حَضرةِ الجّسدِ. خُذوا جسدًا وألقوه في يَمِّ…

احتضارات صيفية

 أجبرتني الظروف العصيبة على أن أخط هذه الزاوية التي بين أيديكم صباح أمس الأول الأربعاء الباكر، لأبعث بها على جناح السرعة الالكترونية الى مكتب هذه المجلة المباركة، ليتسنى للمحرر مراجعتها، وللمصمم تصميمها وللمطبعة طباعتها. من أجل ذلك، ونظرًا لامتلاء أجندتي…

الحاسة السادسة

اللمس. يدها عليّ، يدي على شعرها، على بطنها، قدمي على قدمها، يدها تعبث بي، يدي تعبث بها. اللمس كحاسة سادسة، تتعدى الحاسة الخامسة المعتادة، المألوفة. البحث عن خصوصية في اللحظة، في اقتراف الملامسة، في الاستحواذ على الجسد. ألمسكِ فأنت لي….