الظرف

ملحق رقم 1: الظرف(2)

“أردتُ أن أكتب لك لأنني أحسستُ بالحاجة لذلك. لا أدري لماذا ولن أدري في يوم ما. أعتقد أنني أكرهك الآن. نعم. منذ أن عُدنا أميرة وأنا لنصبح زوجًا تغيّرت أشياء كثيرة. أميرة تحبّني جدًا الآن، هكذا تقول هي وهكذا أحسّ أنا- أو هكذا أريد أن أحسّ الآن، على الأقل. يبدو أنّ ما حصل كان ضروريًا للجميع ليفهم كل واحد منا بعض الأشياء عن نفسه وعن غيره. أنا أفهم نفسي الآن أكثر وأستطيع تحديد بعض الصفات فيّ التي كنت أجهلها أو أتجاهلها. اكتشفتُ أنني أنانيّ ومتحجّر بعض الشيء. كلّ الأشياء التي كانت تضايق أميرة ولم آخذها بعين الاعتبار، فرضتْ نفسها مرة واحدة وجعلتني أواجهها لأول مرة. كنت أمام خياريْن:

الظرف

لم يحبّ أبدا سياقة عبلة. تسوق كالمجنونة. حتى إنّ أخاه الأوسط لا يباريها في جنونها. وإذا كان عليه يومًا تعداد الأمور التي يخشاها في الحياة فإنّ السياقة السريعة ستحتلّ لا شكّ مكانًا مرموقًا في أعلى اللائحة. حتى عنات استطاعت دبّ الذعر فيه ذات ليلة، عنات الهادئة والوديعة. كان قد اشترى سيارته الأولى والقديمة والتي كتب عنها عباس مرة “المتوعكة دائمًا بأمر من الله”.