عَوْ عَوْ

“خيلنا تدوس المنايا خيلنا”.. يُغنّي الرّجالُ بطَربٍ، والكَفُ على الكَفِ.. خيلنا تدوس المنايا… المنايا لا تأبُه بالرّجالِ، الرجالُ لا تأبهُ بالولايا.. خيلنا تدوس الولايا خيلنا… خيلنا تنبحُ على الموناليزا خيلنا… هي تنظرُ وتبتسمُ. تنظرُ ولا تبتسمُ. الرجالُ يصفقونَ وهي تُريحُ يديْها فوقَ رَحمِها: صفّقوا وافرَحوا، لأن خيلَكم تدوسُ المنايا… ولكن المنايا لا تموتُ، والخيلُ لا تحملُكم الى أيّ مكانٍ.. الخيلُ تدوسُ لا شيءَ، وتذهبُ الى لا مكانَ، وتنبحُ على لا أحدٍ… لا أعرفُ ما أفعلُه هنا، تقولُ الموناليزا، ولا تبتسمُ إلا لحزنِها. الراقصونَ ينبحوُنَ بحماسٍ أكبرَ.. الله أكبرُ.. مَدَدٌ مَدَدْ.. يا خيلَنا مَدَدْ.. دوسِي من أجلِنا المنايا، ولا تُذكّرينا بالولايا.. الولايا يطبُخنَ الثّريدَ للعريسِ، والعريسُ لا يحبُ عروسَه إلا وهي تحتَ أرجلِ خيلِهِ، تنبحُ من أجلِهِ قليلاً من التصفيقِ!

(كُتب هذا النص لمعرض للفنان أشرف فواخري)

تعليقات (0)
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *