الملاك الشيطان

أريد أن أكتب لك قصيدةً عن إمرأة ملاك، تتحول إلى شيطانٍ في السريرِ. سأكتبُ في القصيدةِ عن نظراتِها المخيفةِ التي توجّهُها الى داخلِ عينيّ فـ “أنضغط”، كما قالت هي بفخرٍ واعتزازٍ. سأكتب في القصيدة عن اللمسةِ الأولى والقبلةِ الأولى (الشهيةِ، الرائعةِ، الرطبةِ، الشبقةِ) وعن النشوةِ الأولى. سأكتبُ كيف سافرتْ إلى نشواتِها المدمرةِ ستَ مرّاتٍ دون أن يطرفَ لها جفنٌ. سأكتب كيف كادت تسحقُ ذكورَتي تحتَها وكيفَ خجلتُ من أن أقولَ لها ذلك. سأكتبُ في القصيدةِ عن شعرِها الطويلِ الذي ظلّلَني وأنا مُستلقٍ تحتَها مثل محاربٍ قديمٍ وَقَعَ في أسْرِ محاربٍ شابٍ مِقدامٍ، يودُّ أن يلقّنَ هذا العجوزَ درسًا في الأخلاقِ.

في القصيدة التي سأكتُبُها لكِ عن المرأةِ الملاكِ التي تتحولُ الى شيطانٍ في السريرِ، سأصفُ جسدَها الخلابَ الفاتنَ. سأكتبُ جملةً تشبه الجملةَ التاليةَ:

“جسدُها ألفُ تدويرةٍ منَ الشّهوةِ

وألف تدويرةٍ من الاستسلامْ..”

سأكتبُ عن جسدِها السهلِ- الصعبِ، عن جسدِها الغضِّ- الصلبِ، عن جسدِها الدافئِ- الباردِ، عن جسدِها الشاحبِ- المُفعمِ، عن جسدِها المتمردِ- المستسلمِ. سأكتبُ عن جسدِها كيفَ يتحولُ إلى عاصفةٍ من الانقباضاتِ التي لا تنتهي إلا لتبدأَ من جديدٍ. سأكتبُ عن جسدِها الجائعِ. سأكتب شيئًا يشبه:

“جسدُها الجائعُ يأكلُ من فُتاتِ عرقي.

جسدُها الجائعُ يأكلُ من عَرقِ فُتاتي.”

في القصيدةِ التي سأكتبُها لك عن المرأةِ الملاك التي تتحولُ إلى شيطانٍ في السريرِ، سأكتبُ عن ضحكتِها الخجلةِ- الوقحةِ، وعن نهديها اللذين باتّساع شهوتي إليها. وسأكتبُ أيضًا عن شهوتي لها، بما يشبه:

“شهوتي إليكِ مثلَ سنبلةٍ حبلى

تملأ الأرضَ –في كلِ لحظةٍ-  سنابلْ”

أريدُ أن أكتبَ لك قصيدةً عن المرأةِ الملاكِ التي تتحولُ إلى شيطانٍ في السريرِ. أريدُ أن أقولَ في القصيدةِ كم أن حظّي سعيدٌ، وكمْ أن الشيطانَ يحبُّني، فيبعثُ لي في كلِ مرةٍ إمرأةً ملاكًا تتحولُ إلى شيطانٍ في السّريرِ. وكم أنني أنتظرُ مثلَ هذه المرأةِ طيلةَ السنةِ. فمرةً تأتي، ومرةً لا تأتي. وفي كل مرةٍ أخافُ من جديدٍ. فإذا أتتْ في النهايةِ، فلا بدّ أن يحصلَ شيءٌ ما يجعلُها تختفِي. وإذا لم تأتِ فلا بدّ أن أخافَ من أن أتحولَ إلى إنسانٍ عاديٍ جدًا، لا تأتي إليه امرأةٌ ملاكٌ تتحولُ إلى شيطانٍ في السّريرِ. سأكتبُ في القصيدةِ شيئًا يُشبهُ:

“أخاف منْها إذا أتَتْ،

وأخاف أكثرَ إذا لم تأتِ.

وأخاف أكثرَ من ذلكَ-

ألا تتحول امرأتي الملاكُ الى شيطانْ”

في القصيدةِ التي سأكتُبُها لكِ، عن المرأةِ الملاكِ التي تتحولُ إلى شيطانٍ في السّريرِ، سأكتبُ عن الشّعرةِ التي تركتْها على الغطاءِ الصّوفيِّ. لفَفْتُها على سُبّابتي اليُسرى طيلةَ الليلِ. فَمِنَ المُمْكنِ أن تُعاقبَني المرأةُ الشيطانُ على إضاعَتي لِشَعرَتِها. رُبّما نصَبَتْ لي فخًا لتفحصَ حِرصي على مُخلّفاتِها في فَرشَتي. سأكتبُ لكِ عَن هذه الشعرةِ شيئًا يُشبهُ:

“شعرتُها الطويلةُ نامتْ على دِفءِ غِطائِي،

معْ أنّ النُّعاسَ لم يَبدُ عليْها أبدًا.”

هل ستغضَبين إذا قلتُ لكِ إنَّ القصيدةَ التي سأكتُبُها عن المرأةِ الملاكِ التي تتحولُ إلى شيطانٍ في السَّريرِ، هيَ ليستْ عنكِ؟.. لا أعرفُ، ولكنني لا أستطيعُ التخيّلَ بعدُ أنكَ امرأةٌ ملاكٌ تتحولُ إلى شيْطانٍ في السّريرِ. للآنِ، أتخيّلُكِ فقط امرأةً شيطانًا تتحولُ إلى مَلاكٍ بعْدَ السّريرِ…

تعليقات (0)
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *