300 كلمة في اليوم (12): قصيدتا حبّ مترجمتان

هل تلبّي ترجمة قصيدتيْ حُبّ مطلبَ الكتابة اليوميّة؟ نعم! لأنّ الترجمة كتابة على كتابة، تأويل ورقص بين الكلمات، تعثُّر وتفكير وقرارات حاسمة. تمامًا كالكتابة.

لانغستون هيوز أديب وناشط أسود أمريكيّ عانى العنصريّة وعانت عائلته العبوديّة، وفي مذكراته كتب أنّ “الكتب (هي) ما يسعدني، وأنا بدأت أومن بالكتب وعالم الكتب الرائع- حيث إذا عانى شخص، عانى في اللغة الجميلة”. هل تتجمّل المعاناة في النصّ؟ لماذا يرتفع الحزن العادي من أمر مبتذل إلى حزن “متميّز” جدير، مختزلًا ملايين الأحزان؟ لمجرد أنّه كُتب حبرًا على ورق؟

كيم أدونيزيو شاعرة وروائيّة عصيّة على التصنيف، حتى بميولها الجنسيّة، ولذلك يمكن ترجمة قصيدتها أدناه بأكثر من وجه: امرأة تكتب لرجل؛ رجل يكتب لامرأة؛ امرأة تكتب لإمرأة؛ رجل يكتب لرجل. وحديثها عن الحلمة و”خطوط الضوء الأنيقة” فوقها لا ينحصر ضرورةً في حلمة امرأة. الحلمتان تنبتان مع بداية الجنين، وتظلّان راسبًا جينيًّا عند الرجال بعد فرز جنسهم في الرحم. مع ذلك، تظلّ الحلمتان عينيِّ الصدر، كما أنّ العينيْن حلمتا الوجه.

 

أغنية حبّ لِلُوسيندا

لانغستون هيوز |

الحبُّ خَوخةٌ يانعةٌ

تَنمو على شجرةٍ أرجوانيّة.

لو تذوقتِها مرّةً واحدةً،

ستظلّينَ أسيرَةَ فِتنتِهِا السّاحرةِ.

 

الحُبُّ

نجمةٌ برّاقةٌ

تتوهّجُ في سَماواتِ الجَنوبِ البعيدةِ.

لو نظرتِ إليْها مَليًّا،

فستحرقُ أشعّتُها المشتعلةُ

عينيْكِ.

 

الحُبُّ

جبلٌ مرتفعٌ،

صلبٌ عارٍ بوَجْهِ سماءٍ ريحِيَّةٍ.

لا تتسلّقيهِ عاليًا

إذا لمْ ترغبِي بانقطاعِ نَفسِكِ.

 

أوّل قصيدة لك

كيم أدونيزيو |

أحبّ أن ألمسَ أوشامَكِ بالعتمةِ

الحالكةِ، حين تختفي عن نظري. أنا متأكّدة

من مواقعها، أعرف عن ظهر قلبٍ

خطوط الضوء الأنيقة التي تنبض

فوق حلمتكِ تمامًا، ويمكنني أن أجد، بالغريزة،

دوّامات الماء الزرقاء على كتفيكِ، حيث الأفعى المتعرّجة

تواجه التنّينَ. عندما أشدّكِ

 

إليَّ، آخذكِ حتّى نُنهَكَ ونسكنَ فوق الشراشف، أحبّ أن أقبّل

الصورَ التي في جلدكِ. ستظلُّ وتبقى إلى أن

تُحرَقي وتصيري رمادًا؛ وسواءٌ استمرّ ما بيننا أم أضحى ألمًا، فإنّها

ستظلُّ هناكَ. ديمومة كهذه تخيفني حتى الهلع.

لذلك، ألمسها في الظلام؛ أكتفي بلمسها، أحاول.

 

تعليقات (0)
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *