“الكتاب الأسود” لليوم الدّامي

عودة إلى قراءة “الكتاب الأسود” الذي صدر بعد يوم الأرض الأول في العام 1976. كيف نقرأ الشهادات اليوم، ما الذي سبق هذا اليوم وكيف قرأ واضعوه الوضع السياسي على الأرض بعد يوم مفصلي كهذا

علاء حليحل

أذكر أنني قرأت “الكتاب الأسود” للمرة الأولى في العام 1996، حين وجدته في أرشيف المكتبة في الجريدة التي كنت أعمل فيها، واحتفظت به بعد قراءته (إذا كنتم ما تزالون تبحثون عنه). النسخة التي معي بالية، ورقها أصفر مهترئ، التجليد “على آخر نفس” والقسم الخلفي من الكتاب انفصل عن القسم الرئيسي الأمامي، فصار الكتاب كتابيْن، إلا أنّ ضيق الوقت وموعد تسليم المادة لمحرر الملف منعاني (حاليًا) من التمعّن في قسمي الكتاب الممزق والبحث عن مضامين وإشارات في كل قسم مقابل الآخر.

ينقسم هذا الكتاب إلى أقسام عديدة رئيسة، أهمها المقدمة التي سعت لخلق سياق عام وشامل لإضراب “يوم الأرض”، ثم سرد الأحداث عبر المحطات التي بدأت فيها وفق شهادات الناس التي عاشت هذه الأحداث: دير حنا، عرابة، سخنين، الطيبة، كفركنا، الناصرة وغيرها، مرورًا بالضفة الغربية المحتلة التي أضربت عدة مدن منها إضرابًا كاملاً تضامنًا مع “يوم الأرض” عندنا.

ما يبرز في المقدمة التي وضعها مُحرّرو الكتاب (سميح القاسم وصليبا خميس أساسًا، صدر عن لجنة الدفاع عن الأراضي في مطبعة “الاتحاد” في حيفا، العام 1976) أنهم حاولوا ترسيم البُعد التاريخي والزمني ليوم الأرض، على أنه حدث غير منقطع، بل له جذوره في السنوات الـ 28 التي مرّت منذ تأسيس إسرائيل في العام 1948 وحتى يوم الأرض في العام 1976. وبصياغة المحررين: “كان لا بدّ من التصدّي لأكاذيب الدعاية العنصريةـ ولذا فقد قررت “اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي العربية في إسرائيل” أن تصدر هذا الكتاب الأسود لتعمم به وقائع الجريمة التي ارتكبها حكام بلادنا عشية ذلك اليوم وأثناءه، ولتدحض به أكاذيب أجهزة غسل الدماغ في إسرائيل. تطوّع من أجل إنجاز هذا العمل عدد كبير من المحامين العرب، وبالتعاون مع اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي، ومع رؤساء المجالس المحلية في سخنين وعرابة ودير حنا، ومع اللجان المحلية للدفاع عن الأراضي في كفركنا والطيبة، تم تركيز عدد كبير من الإفادات الخطية المشفوعة بالقسم لتكون أساسًا لمادة هذا الكتاب الأسود.” (ص 9)

كما وجدتني عند قراءة مقدمة الكتاب أجري –لا شعوريًا- مقارنات بين يوم الأرض وهبة أكتوبر 2000. فأول ما لفت نظري تركيز “الكتاب الأسود” على الجرحى والمتضررين الآخرين، وعدم التوقف لدى القتلى فقط، الأمر الذي يجري القيام بعكسه عند الحديث عن “أكتوبر 2000″ حيث يجري التركيز دائمًا على القتلى الـ 13 بشكل حصريّ (ناهيك طبعًا عن الحقيقة البسيطة أنّ أكتوبر 2000 لم تحظَ بكتاب أسود خاص بها، سوى إصدارين قضائيين عن “عدالة” على ما أعلم؛ أي أنّ لجنة ذوي الشهداء أو لجنة المتابعة لم يصدرا كتابًا توثيقيًا مطولاً يثبت روايتنا وقصصنا ورؤيتنا بناءً على الشهادات والتفاصيل التي نعرفها نحن ومن وجهة نظرنا): “… بالإضافة إلى الشهداء، ظلّ لدينا مشوهون مدى الحياة.. بالإضافة إلى المشوهين ظلّ لدينا عمال طُردوا من أعمالهم وحُرموا لقمة الخبز لأنهم مارسوا حقهم القانونيّ في الإضراب (…) وظلّ لدينا أناس تحملوا خسائر مادية ومعنوية شديدة، من جراء تحطيم منازلهم واعتقالهم وإهانتهم.” (ص 9)

من جهة أخرى يمكن أن نلاحظ التشابه الكبير مع “أكتوبر 2000″ والمطالب التي تلته بتقديم المجرمين إلى العدالة: “إنّ الدماء التي سُفكت في “يوم الأرض” لا تزال تصرخ: “اِقبضوا على الفاعل”، “اِقبضوا على القاتل والسارق”..” (ص 11) وإذا جاز لنا أن نعدّد إنجازًا متشابهًا للحدثين على المستوى الإعلامي العام، فنذكر ما يلي: “لقد هزّ الإضراب الرأي العام الإسرائيلي والعالمي.. وحطم أسطورة الفردوس الذي يعيش فيه العرب في إسرائيل.” (ص 11)

وتتطرق المقدمة إلى تاريخ مصادرة الأراضي والنقب ومشاريع التهويد (“التطوير”) وقبلها إلى المخطط الصهيوني واقتباس من خطاب أوشسكين أمام اللجنة التنفيذية الصهيونية عام 1937، وهي كلها مسائل لا زالت تشغلنا نحن كمواطنين بلا أرض وتشغل الدولة وأذرعها على حدّ سواء! ما يُستشف للقارئ العربي الفلسطيني اليوم في 2011 من قراءة مقدمة هذا الكتاب الموضوع في 1976، أنّ الأمور تكاد لم تتغير وفي بعض جوانبها تغيّرت إلى الأسوأ، لدرجة أنّ نصّ المقدمة يصلح لنشره اليوم كوثيقة لعرب الداخل، مع إدخال بعض التعديلات الطفيفة. ولتلخيص خلفية “يوم الأرض” كتب مُحرّرو “الكتاب الأسود”: “هذا القلق على مصير الأرض، وعلى إمكانيات العيش والتطوّر، والخوف من التشرّد وعواقب سياسة التمييز القومي الفاضح في جميع المجالات، هو الذي يفسّر الخلفية لهبة الاحتجاج الشعبي التي انفجرت في الإضراب الشامل في 30 آذار 1976.” (ص 18)

الشهادات المشفوعة بالقسم: روايتنا بالتفصيل

لولا الحياء لكتبتُ أنّ الشهادات المشمولة في هذا الكتاب “جميلة جدًا”، ولكنها ليست جميلة لأنها تروي قصص القتل والجّرح والتعذيب والإهانة. إنها “جميلة” ببساطتها وصراحتها وجلاء معانيها. فهي شهادات سردية أعتقد أنّ المحامين الذين جمعوها من الناس حوّلوها إلى محرري الكتاب كما هي، غالبيتها الكبيرة بالفصحى السهلة، وقد أحسن المُحرّرون صنعًا في حفاظهم على هذه البساطة اللغوية، حيث يمكنك بعد قراءة عشرين أو ثلاثين شهادة أن تتجوّل بين البيوت في عرابة ودير حنا وسخنين، بلا دليل، ويمكنك أن تشمّ رائحة القهوة والخبز أو الدخان المسيل للدموع من خلال التوصيفات المباشرة والدقيقة التي لا يقوى عليها إلا الضحية- ببساطة قوتها.

يبدأ باب الشهادات بما حدث في دير حنا، كونها شهدت بداية الاستفزاز العسكري واقتحام قوى الجيش والشرطة لها. من تصريح السيد سعيد نايف عباس: “… في هذه الأثناء سمعت صوت إطلاق الرصاص المكثف في الجهة الشرقية من القرية فاتجهتُ بسرعة إلى تلك المنطقة وتبين لي هناك أنّ قوات من الجيش تطارد أطفالاً صغارًا كانوا في طرف القرية. طلبت من الأولاد أن يتفرقوا، عادوا إلى الشارع الرئيسي خارج القرية، وشاهدت السيارات وهي تنسحب باتجاه الشرق (…) دخلت سيارتان من الشرطة وحرس الحدود إلى القرية من جهة الغرب. سمعت أصواتًا كثيرة تصدر عن السّاحة العامة في القرية، وتلا ذلك إطلاق رصاص، وشاهدت من النافذة رتلا من سيارات الجيش والشرطة وبعض المجنزرات تدخل إلى السّاحة آتية من جهة الشرق. ووقع اشتباك بين الشرطة والجيش من الجهة، وبين الشبان الذين أخذوا بالتجمع بعد سماعهم إطلاق النار والأصوات.” (ص 32)

الشهادات والإفادات ملأى بتوصيفات مؤلمة تتعلق بالضرب وإطلاق الرصاص ومنع إيصال الجرحى إلى المستشفيات، واقتحام البيوت وتدميرها. من أقوال السيدة حورية محمد ياسين: “لم يتركوا شيئًا في البيت إلا وكسّروه، حتى الصورة المعلقة على الحائط كسروها- كسروا النوافذ- جهاز التلفزيون بوفيه وفرن غاز ومغسلة ومقعد المرحاض وساعة يد نسائية وصورة ومدفأة وكراسي والصحون. واتضح فيما بعد أننا فقدنا مبلغ 2000 ليرة من الخزانة.” (ص 62)

بعد أن سرد السيد صالح يونس أبو يونس في شهادته العنف الشديد الذي تعرّض له، أضاف: “بعد ساعات نقلونا إلى مركز شرطة عكا في قاع سيارة شرطة. أجبرونا أن نقعد القرفصاء ورؤوسنا مَحنيّة إلى أسفل. وفي عكا واجهنا فرقة أخرى من الشرطة تحمل العصي. أوثقونا مقابل حائط كما فعلوا معنا في سخنين، وانهالوا علينا ضربًا وشتائمًا (الخطأ في المصدر). كانوا يسألون الواحد منا عن عمره، وعندما يجي يقولون له: هذا يكفي لك من الحياة- فستموت هنا. وسمعنا بعضهم يقول: لا نريد أحدًا يستطيع الوقوف اِكسروا أرجلهم. وكان مع المعتقلين طلاب صغار، لعلهم في الصف التاسع مثل حمد عوض زبيدات وكان مصابًا برصاصة في فخذه. وفي مركز شرطة عكا أحضروا لنا وجبة الغداء، صحون بطاطا. لكلّ خمسة معتقلين صحن صغير واحد. وقالوا لنا عندها: خذوا كلوا من خيرات إسرائيل التي رفضتموها.

“في الليل، أصبح عددنا 126 معتقلاً من سخنين وعرابة ودير حنا، كذلك 8 معتقلين من طمرة و10 من عكا. وكان معنا أيضًا 3 معتقلين يهود متهمين بالتعامل مع المخدرات. طلبت أن يفحصني طبيب، فأخذوني إلى طبيب في المركز وقلت للطبيب إنني أشك بأنّ يدي مكسورة فأجابني الطبيب: “أنا لا أريد أن يكون بيدك كسر بل أتمنى أن يدخل سرطان لنقطعها!” وكان معي معتقل من سخنين مصاب بمرض القلب فطلبت من الطبيب ومن الشرطة أن يطلقوا سراحه، فرفضوا وشتمونا. لم يحضروا لنا فراشًا لننام، بل ألزمونا بأن ننام على أرض المصطبة واكتفوا بأن أعطوا لكل اثنين من المعتقلين بطانية واحدة (…) يوم الخميس، 1/4/1976، أحضرت الشرطة حاكم محكمة الصلح في عكا، القاضي فارس فلاح، لتمديد فترة اعتقالنا. وعقدت الجلسة في قاعة السجن. وتقدمت فطلبت من الحاكم أن يعاين إصابات المعتقلين نتيجة للرصاص والضرب وطلبت أن يلفت نظر الشرطة لتعاملنا كبشر. وبعد أن خرج الحاكم، انهال علينا رجال الشرطة بالضرب والشتائم لأننا جرؤنا أن نتكلم أمام الحاكم.” (ص 71)

كما يتضح من الشهادات حجمُ التعذيب الذي خضع له المعتقلون، إما في بيوتهم وأمام أبناء عائلاتهم وإما في المعتقلات والسجون، ولا مجال هنا للخوض في هذه التفاصيل الكثيرة. كما كان واضحًا من شهادات وإفادات رؤساء المجالس وقتها وأعضاء في لجنة الدفاع عن الأراضي نية الشرطة وبشكل مُبيّت كسر الإضراب بأيّ ثمن ومن دون أدنى تردّد في اللجوء إلى القوة والعنف بشكليهما العظيمين. وقد سبقت الحملة البوليسية العنيفة حملة إعلامية حاولت السلطات عبرها، من خلال وسائل الإعلام العبرية وصحف السلطة العربية -مثل “الأنباء”- قمع الإضراب والمظاهرات عبر إجراءات استباقية ترهيبية، منها التحذير والتنبيه وتوجيه اللوم وشتم المنظمين ولجنة الدفاع عن الأراضي، كما أبرزت هذه الوسائل خبر إلغاء الإضراب الكاذب، فيما استمرّت حملة الترهيب الإعلامي في نفس يوم الإضراب، حيث بثت الإذاعة الإسرائيلية أخبارًا في الصباح عن فشل الإضراب، إلا أنها تراجعت بعد الظهر واضطرّت إلى بث أخبار نجاح الإضراب بشكل ساحق.

لقد قتل في “يوم الأرض” الأول ستة شهداء وهم: خير محمد سليم ياسين (23) من عرّابة، وكان أول الشهداء؛ رجا حسين أبو ريّا (30) من سخنين؛ خضر عيد محمود خلايلة (23) من سخنين؛ خديجة قاسم شواهنة (23) من سخنين؛ رأفت علي زهيري (21) من مخيّم نور شمس في قضاء طولكرم، واستشهد في الطيبة حسن سيد طه (15) من كفر كنّا.

في القسم قبل الأخير من “الكتاب الأسود” يوثق محرّروه التغطية الإعلامية لما سبق “يوم الأرض” وخلاله وبعده، مستشهدين بأخبار وتقارير من “هآرتس” والإذاعة الإسرائيلية و”معاريف” و”زو هديرخ” و”الاتحاد” و”الأنباء”. ويتضح بجلاء الفارق الكبير والمذهل بين الرواية الصهيونية عبر وسائلها (العبرية والعربية) وبين الرواية العربية الفلسطينية عبر “الاتحاد” و”زو هديرخ”. وهنا أيضًا، يمكن للمرء أن يقول ببعض الأسى: لم يتغير شيء في هذا المضمار أيضًا، الآن وهنا في العام 2011، حيث لا زلنا نكتب رواية لا يقبلها إعلام الرأي العام الصهيوني، ويروّج لغيرها بشراسة وضراوة.

وفي القسم الأخير يثبت الكتاب العديد من الوثائق التي سبقت ورافقت هذا اليوم سأوردها كلها بعناوينها، لكنها كلها جديرة بالاقتباس والقراءة لما فيها من تدليل على المزاج السياسي السائد في تلك الأيام والمُتجلي في شكل الصياغات في هذه الوثائق وفي مضامينها:

– رسالة من مجالس عرابة وسخنين ودير حنا إلى شمعون بيرس، وزير الأمن وقتها (25/2/1976)

– رسالة من مجلس الرينة المحلي إلى رئيس الحكومة (5/4/1976)

– نداء إلى الشعوب المحبة للسلام صادر عن مجالس سخنين وعرابة ودير حنا (شباط 1976)

– توثيق لندوة في بيت سوكولوف في تل أبيب حول مصادرة أراضي السكان العرب في إسرائيل (21/2/1976)

– مذكرة رؤساء المجالس المقدمة إلى رابين، رئيس الحكومة، خلال مقابلته للجنة القطرية لرؤساء المجالس المحلية (24/5/1976)

– مذكرة من اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية في إسرائيل إلى رئيس الحكومة (17/6/1976)

– بيان اتحاد لجان الطلاب العرب الجامعيين عشية يوم الأرض (18/3/1976)

– بيان لجنة المبادرة الدرزية عشية يوم الأرض (آذار 1976)

– نداء المنظمات الشعبية في منطقة شفاعمرو عشية يوم الأرض (آذار 1976)

– البيان العام للمؤتمر القطري للدفاع عن الأراضي العربية في إسرائيل (18/10/1975)

– قرارات مؤتمر الدفاع عن الأراضي

– مقالتين من يهود إسرائيليين

إنه كتاب متعب صراحة. أن تعود إلى هذه التفاصيل قبل 35 سنة وتعيشها، كي تتعلم منها ما يمكنك أن تتعلمه عن تلك الفترة وعن الفترة التي نحياها. النتيجة الأساسية التي خرجتُ بها من قراءة “الكتاب الأسود” مجددًا أننا فشلنا في استثمار هذا اليوم لما هو أبعد من قضية الأرض المباشرة؛ فعدا عن هذا الشعار لا شيء يجمع قيادتنا وممثلينا في هذه المناسبة، لا أداء ومستقبل لجنة المتابعة الهزيلة، ولا قضايا المناهج والتدريس المستفحلة، ولا قضايا التشغيل والعمل وانعدام الأفق لدى الأكاديميين العرب. بدلا من تحويل هذه المناسبة المصيرية إلى رافعة سنوية لإثارة مواضيع لا تقلّ أهمية عن الأرض، قررنا غرز رؤوسنا في الأرض (التي نحبها كثيرًا) والاكتفاء بالأدعية لأن تمرّ مسيرات هذا اليوم بلا طوش بين كوادر الإسلامية مع الجبهة، أو الجبهة مع التجمع، أو التجمع مع أبناء البلد، أو جميعهم سوية في طوشة واحدة جبّارة تليق بمثل هذا اليوم.

مفردات اللغة الهمجية

وردت في ضمن الشهادات الكثير من الاقتباسات المنقولة عن شرطيين أو جنود، أثناء تنكيلهم بالمعتقلين أو الجرحى العرب، وهذه الاقتباسات للجنود والشرطيين تكشف في حدّتها وقصرها وسرعتها عن العقلية التي عملت من خلالها قوات الأمن الإسرائيلية في محاولة كسر الإضراب والعرب المضربين (الباحث عن تشابه بين هذه العقلية وعقلية قوات الأمن في “أكتوبر 2000″ سيجد تشابهات كبيرة).

ننشر فيما يلي قائمة جزئية من هذه الاقتباسات التي وردت على لسان قوات القمع الإسرائيلية:

“أسكت ودعه يخاف ليتعلم ألا يتظاهر في المستقبل.. أسكت، أخي قُتل في الحرب.. أسكت، وإلا قتلتك الآن!” (من تصريح السيد سليمان محمد حسين)

“هذا شيوعي، وإذا تحرك أو تنفس بصوت عالٍ، أطلقوا عليه 14 رصاصة في جبينه.” (من تصريح السيد زياد سليمان حسين)

“هل يأكل الكلب أسدًا.. لقد نكنا مئة مليون عربي، فهل يستطيع نصف مليون كلب أن يفعلوا شيئًا؟” (من تصريح السيد زياد سليمان حسين)

“هذا هو سيدك، يجب أن تقبّل رجله.” (من تصريح السيد زياد سليمان حسين)

“نريد أن نعلمكم درسًا!” (من تصريح السيد زياد سليمان حسين)

“لقد أصبته الآن وسيموت هناك مثل الآخرين.. اتركوه!” (من تصريح السيد معين يونس خطيب)

“ليموتوا!” (ردًا على طلب لتقديم العلاج؛ من تصريح السيد عادل علي خطيب)

“ألف إلى جهنم.” (من تصريح السيد إبراهيم يونس خطيب)

“أنت شيوعي عربي كلب. من سيموت أيها الكلب العربي فسيموت بالعصى لا بالرصاص.” (من تصريح السيد راضي سليم حوراني)

“يلعن محمدك يا جوز الفاعلة التاركة.” (من أقوال السيد حسين مصطفى شاهين)

“سكّر يا عرص يا منيك!” (يطلبون أغلاق النوافذ أثناء منع التجول؛ من تصريح السيد عبد الرؤوف توفيق كناعنة)

“أنظروا دمه الوسخ لقد لطخني!” (من أقوال السيد محمود خالد درويش أبو صالح)

“أما زلت تذكر الأرض، سنأخذها منكم يا كلب!” (من أقوال السيد محمود خالد درويش أبو صالح)

“إبلع دمك حتى لا تلطخ به السيارة.” (من أقوال السيد محمود خالد درويش أبو صالح)

يوم الأرض الأول: مسرد مختصر

– تحويل أرض الملّ إلى منطقة عسكرية مغلقة (منطقة رقم 9) ومقتل 3 أشخاص قبل يوم الأرض نتيجة للألغام، كان آخرهم قد قتل في 1/6/1975.

– في يوم 13/2/1976 صدر “أمر مَنع” يمنع دخول السكان إلى المنطقة، وحُكم من يدخلها “كمن يدخل ثكنة عسكرية مغلقة”- جاء في نصّ الأمر الذي أصدرته الشرطة.

– سخط الأهالي واحتجاجهم يؤدّي إلى عقد مؤتمر سخنين يوم 14/2/1976.

– الاحتجاج وتصعيده يدفع وزارة الأمن إلى عقد جلسة مع ممثلي القرى الثلاث وصياغة اتفاق يقضي بتقسيم المنطقة إلى نوعين: “أ” و”ب”، حيث يُسمح للفلاحين بالعمل في منطقة “أ” ولا تُجرى فيها التدريبات العسكرية، فيما يكون الدخول إلى منطقة “ب” مَنوطًا بالحصول على تصاريح تُعطى للسلطة المحلية. ضمنت هذه المعادلة الإبقاء على ملكية الأراضي بأيدي أصحابها وحمايتها من المصادرة.

– بعد هذا الاجتماع أعلنت وسائل إعلامية عن نية إقامة تسع مستوطنات في المنطقة المذكورة.

– في يوم 6/3/1976 عُقد اجتماع الناصرة الذي أعلن 30 آذار يوم إضراب شاملاً، احتجاجًا على سياسة مصادرة الأراضي العربية.

– السلطات الإسرائيلية تعقد اجتماعًا مزوّرًا لبعض رؤساء السلطات المحلية العربية في شفاعمرو يوم 25/3/1976 ويصدر عن الاجتماع بيان بإلغاء الإضراب.

– لجنة الدفاع عن الأراضي تنفي إلغاء الإضراب.

– في يوم 29/3/1976 يجتمع ممثلو القرى سخنين وعرابة ودير حنا مع مدير الشرطة في منطقة الشمال، فرانكو، بطلب عدم إدخال قوات الإمن إلى القرى، في حين تصل أخبار اقتحام دير حنا إلى المجتمعين!

– ليلة 29/3/1976 مقتل الشهيد خير محمد ياسين من عرابة متأثرًا بجراحه في مستشفى نهاريا.

– صباح 30/3/1976 قوات الأمن تعلن في السادسة صباحًا عبر مكبرات الصوت منع التجول في القرى الثلاث من الساعة الواحدة صباحًا حتى العاشرة ليلا. الضابط الذي وقع على الأمر وأدار الحملة الدموية: الجنرال رفائيل إيتان. مقتل خمسة آخرين في هذا اليوم وامتداد المواجهات على مستوى الجليل والمثلث والضفة الغربية المحتلة.

 (نشرت هذه المادة في موقع قديتا بتاريخ 30 آذار 2011)

تعليقات (0)
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *