عن الكتابة وشؤونها
إعداد: إدريس علوش
مع: علاء حليحل
– ماذا تكتب الآن؟
“أعمل على رواية جديدة استغرقت مني فترة بحث وتحقيق طويلة. في مركز الرواية شخصية الجزار، والي عكا، ونابليون بونابارت أثناء حصار الأخير لمدينة عكا. أحاول أن أتتبع ما يحدث مع البشر في الحرب –الجاني والضحية، المحاصِر والمحاصَر- خارج العناوين العريضة.”
– إلى أي حدّ يسعفك هذا الفصل في الكتابة؟
“أنا من عشاق الشتاء وهو يبعث فيّ دائمًا طاقات متجدّدة للكتابة والقراءة.”
– أيّ فصل من فصول السّنة يلهمك أكثر؟
“فصل الربيع يأتي دائمًا بروائح غزيرة تتغلغل في مسامّ الجسد والنصوص. لكنّ الفصل الذي يلهمني أكثر من غيره هو الخريف. ربما لأنه فصل الدخول إلى السّبات والنوم، وأنا أفكر دائمًا بالنهايات في كتاباتي.”
– أيّ شعور يعتريك عندما تنهي نصّك؟
“شعور لا يُوصف بأنني انتصرت مرة أخرى، على هذه المهنة الشقية المُسمّاة كتابة.”
– وأنت تكتب هل تستحضر المتلقي؟
“المتلقي الأزلي بالنسبة لي هو إنسان أذكى مني. يمكن أن يكون شخصًا أعرفه أو وهمًا. لكن ما يهمّ أنني لا أسمح لنفسي أمامه بالتراخي أو الكسل- فهو أذكى مني وسيفضح سيئاتي. ومؤخرًا، صار المتلقي عندي أنا نفسي. أقرأ وأكتب بنفسيتين منفصلتين تمامًا. هل علاء القارئ راضٍ عن علاء الكاتب؟ والجواب في كل الحالات: لا.”
– هل تمارس نوعًا من الرقابة على ذاتك وأنت تكتب؟
“لا أمارس أيّ نوع من الرقابة. إذا بدأتُ بممارستها سأترك الكتابة.”
– إلى أيّ حدّ تعتبر الكتابة مهمة في حياتك؟
“الكتابة هي موهبتي المعروفة الوحيدة. أمارسها بحبّ وحرص ولذلك فهي من أهمّ الأمور في حياتي لأنني غالبًا لا أكترث بأشياء كثيرة.”
– الكتابة: ما تعريفك لها؟
“الكتابة عملية بناء. الأديب الجيد هو بنّاء جيّد يعرف كيف يخطط وينشئ الأساسات ويصبغ ويؤثث. وهذا طبعًا تعريف منقوص كأيّ تعريف يحاول الإحاطة بهذا الفعل المراوغ.”
– إلى أيّ حدّ أنت راضٍ عمّا كتبتَ؟
“لستُ راضيًا بتاتًا. لم أتجاوز 10% ممّا أريد كتابته. أنا أكره ما كتبتُ بشكل عام ونادرًا ما أحبّ نصًا لي بعد نشره.”
– عادة هل تعيد قراءة ما كتبت قبل اتخاذك لقرار النشر؟
“طبعًا. أقرأه بعيني صقر وأمزّقه بلا رحمة. أقرأ وأقرأ وأقرأ ولا أصل أبدًا للصيغة المثلى. إنها عملية تدريب مستمرة وإعادة كتابة أزلية. أنا أنشر لأنني أتعب من قراءة النصّ والتغيير فيه، وليس من منطلق الرضا بأنني حققت ما أرغب.”