أورفوار عكَا: لغة الأشياء/ باسمة العنزي
«إنّ مصير الشرق كله تقرر في هذه المدينة الصغيرة، لو سقطت عكا لتغير تاريخ العالم برمته» • نجح حليحل في ترك بصمة، وإضافة رواية تاريخيّة فلسطينيّة جديرة بالقراءة والتداول
«إنّ مصير الشرق كله تقرر في هذه المدينة الصغيرة، لو سقطت عكا لتغير تاريخ العالم برمته» • نجح حليحل في ترك بصمة، وإضافة رواية تاريخيّة فلسطينيّة جديرة بالقراءة والتداول
يتحوّل الجزّار من شخصية تاريخية كريهة إلى شخصية أدبيّة لها عالمها وصراعاتها وأفكارها ونقاط ضعفها. شخصيّة أدبيّة مختلفة عن الشخصية التاريخيّة، وهذا جزءٌ من لعبة الخيال والواقع في العمل الأدبي
يحقق حليحل في “أورفوار عكّا” إنجازًا كبيرًا في قيمة انتزاع حادثة تاريخيّة من جفاف تأريخها وعزلتها، وتحويلها من مادّة صلبة إلى مادّة رخوة بعيدة عن مرجعيّاتها المألوفة ليكوّن صورة أدبيّة فنيّة متماسكة ناضجة يختلط فيها الجد بالهزل والفن بالتاريخ والحقيقة بالتخييل
هذه المتعة بالكتابة، التي أنتجت متعة في القراءة ورواية ستضيف إلى الأدب الفلسطيني الكثير، قادرة على تمرير فلسفة الكاتب عن الحياة، والحرب والسلم، والتفاصيل الحيّة بالمعارك، والحبّ، وبالأساس المضامين النسوية
يدخل المرء إلى الرواية، بحذر. هي مبنية على بحثٍ تاريخيّ، وخيالٍ أدبيّ. يتداخلان، فلا يأمن المرء تماماً للمعلومات في ما يقرأ حتى يستسلم. يستسلم تماماً لما يبتدي الذهن يرى نفسه واقفاً في قلب هذه الأحداث، في صدر البلاط إلى جانب الجزّار، في غرفة نومه، عند سور عكا، بالقرب منه هذا الفرنسي الخائن، هذا اليهودي الخائف، هذا المسيحي المتخفّي، وهذا القاتل..
يتناول المؤلف الأسئلة الأبديّة عن “معنى الحياة” و”السعادة”، طارحًا المفارقة المضحكة المُبكية بأنّ فرنسيًّا وألبانيًّا يتصارعان على السيطرة على مدينة فلسطينية في طريقهما للبحث عن ذاتيْهما