عباس لن يصير فدائيًّا
حتى رائحة الكحول الحادة المنبعثة من فيه دومًا لم تكن لتمنعه من التمتع برائحة الشتاء الرطب المنبعثة من صفو صحو بعد منتصف ليلة ماطرة. الوقت: الواحدة بعد منتصف الليل في حيفا. أية ليلة. وعباس الجنوبيّ يصنع طريقه متكّئًا على سمير نحو شقته، عائديْن من بارهما المفضل. كان عباس أكثر ما يحبّه في تلك اللحظات الغناء. والغناء في تلك الظروف كان عبارة عن صراخ بشع يجمع بين جُمل وألحان عديدة جمعَها دماغ عباس المتعطل في وصلة واحدة طويلة كانت تصمّ آذان سمير.