الويل للمُرتدّين!
من أكثر الأمور إزعاجًا، عند تبادل السّجالات والنقاشات، مع رفاق “الجبهة” و”الحزب الشيوعي”، هو ضرورة احتمال التزمّت الديني-الغيبي الذي يركبهم، رغم قناعتهم بأنهم علمانيون. فبالنسبة لهم، الحقيقة تطل من كتيّبات مؤتمراتهم وصحفهم، ولا مجال لأيّ نقد، خصوصًا ضدّ من نصّبوهم أنبياء العصر الجديد، بعد موت لينين وماركس. فكل من تسوّل له نفسه حق ممارسة حصته الطبيعية، كفلسطيني، في نقد نفسه ومجتمعه وأحزابه وشخصياته الأدبية، هو بالضرورة “قزم” أو “زئبقي” أو “هلامي” أو “غضروفي” أو “انبطاحي” أو “سلاخي” أو “انهزامي”- ولكنها كلها، هذه المصطلحات التي تربّوا عليها، تأتي لتحلّ مكان كلمة واحدة تفسّر كل ردودهم وتوجهاتهم في الردّ، ألا وهي كلمة “مُرتدّ”.