السجادة (مقطع)
هذه هي الرسالة الأولى التي أبعث بها اليك بعد أكثر من نصف سنة. ولا تحسبي أنني أخرق بذلك الاتفاق الذي وضعناه –أو وضعته أنا وفرضته عليك- وهو قطع كل صلة بيننا
هذه هي الرسالة الأولى التي أبعث بها اليك بعد أكثر من نصف سنة. ولا تحسبي أنني أخرق بذلك الاتفاق الذي وضعناه –أو وضعته أنا وفرضته عليك- وهو قطع كل صلة بيننا
طلبتْ مني أن أشتري لها أولويز ذات الأجنحة. العلبة الخضراء شددتْ. خرجتُ الى العالم البارد وبدأت أمشي نحو الصيدلية. في طريقي الى هناك حاولت أن أتخيل كيف تكون تلك الأجنحة
“هل يمكن ألا يكون الحمارُ حمارًا؟”، سألتُها بطمأنينة.
“كيف؟”، ردت بطمأنينة أكبر.
ليس من السهل على أحد اليوم أن يستعيد ما جرى بالتحديد. حتى محاولات محطة التلفزة الأمريكية الشهيرة باءت بالفشل. فالحديث لم يكن يدور عن جمع شهادات أو وثائق أو أي شيء يمكن أن يؤدي الى طرف خيط ولو بسيط…
زوجي سائق باص. منذ ثلاثين عامًا وتزيد. تعرّفتُ إليه وهو في الرابعة والعشرين، وكان تخرّج للتوّ من مدرسة السياقة في المدينة. في بطاقة هويته كتبوا إلى جانب المهنة: “سائق باص”، وكانت هذه كفيلة، إلى جانب صورته البراقة، بأن تدخلني إلى قفص الزوجية
تهادتِ الحافلةُ الحافلةُ بالركّاب وهي تتوقفُ عند المحطة القادمة، من دون أن يعرفَ كيف سيدخل كلُّ هذا الجمع الواقفِ عند المحطة، إلى هذه الحافلةِ الحافلةِ بالركابِ. أزاح رأسه صوبَ الشباك، ونظر صوب الجمع الواقف عند المحطة القادمة وتساءل عما إذا كان السائق سيتوقف وسيفتح البابَ لهم
منذ ذلك اليوم الصيفي المشمس، في ساحة البيت الأمامية، في بيتنا القديم في القرية، قبل سبعة عشر عامًا، وأنا أكره أعياد الميلاد. أكرهها لنفسي أولا، ولا أحب المشاركة فيها ثانيًا. مع الوقت صرتُ أجبرُ نفسي على حضور أعياد ميلاد من أحبهم من البشر
لن يهمَّني بعد اليوم أيُّ شيءٍ. على مؤخّرتي كُلُّ ردّات الفعل التي سأصطدمُ بها وستصطدمُ بي. أبي لا شكّ سيستهجنُ وسيستنكرُ وسيُحوقلُ وسيُبَسْمِلُ وسيَسْتعوذُ. لا يهمُّني. فليفعلْ. هذه ذقني وأنا حُرٌ بها. أريدُ أن “أربّيها” ولو لمرةٍ واحدةٍ.
يجب أن أتحدث معه. فالأمر لم يعد يحتمل التأجيل، حتى لو أنه لا يعرفني أو لم يسمع بي. سأتصل به وسأقول: يتكلّم أنا وأريد منك “إكسًا ووايًا وزِدًا”. هكذا، بصراحة ومن غير مواربة، وإذا تلعثم أو استهجن المكالمة فإنني سأغيّر من لهجتي. سأقول له: إسمع، نحن عرب ونفهم على بعضنا البعض
“آلو، شالوم. هل يمكنني التحدّث إلى شولا؟” “لا أحد يعمل اليوم. مكاتب وزارة الداخلية مغلقة.” “مغلقة؟ اليوم الثلاثاء.” “حرب. ألم تسمع بالحرب؟” “ولكن الحرب في لبنان وكريات شمونة.” “وهنا أيضًا. أين تعيش؟ ألم تسمع بالصواريخ التي سقطت أمس في الكريوت…