أغسطس 12,2014
|
417
0
بعد اللقاء توجه الدكتور حكيم إلى حانة في مركز الكرمل وبقي هناك حتى قبل منتصف الليل بقليل ثم اتجه إلى شقة تقع في الهَدار العلويّ تخصّ فنانا شابًا اسمه سمير الخالدي. بعد منتصف الليل بقليل عاد السيد سمير الخالدي إلى شقته وأدخل الدكتور حكيم إليه وبقي هناك حتى الصباح. بعد يومين من هذا اللقاء التقت الآنسة ميرڤت الدكتور حكيم مجددًا،
أغسطس 12,2014
|
434
0
“أردتُ أن أكتب لك لأنني أحسستُ بالحاجة لذلك. لا أدري لماذا ولن أدري في يوم ما. أعتقد أنني أكرهك الآن. نعم. منذ أن عُدنا أميرة وأنا لنصبح زوجًا تغيّرت أشياء كثيرة. أميرة تحبّني جدًا الآن، هكذا تقول هي وهكذا أحسّ أنا- أو هكذا أريد أن أحسّ الآن، على الأقل. يبدو أنّ ما حصل كان ضروريًا للجميع ليفهم كل واحد منا بعض الأشياء عن نفسه وعن غيره. أنا أفهم نفسي الآن أكثر وأستطيع تحديد بعض الصفات فيّ التي كنت أجهلها أو أتجاهلها. اكتشفتُ أنني أنانيّ ومتحجّر بعض الشيء. كلّ الأشياء التي كانت تضايق أميرة ولم آخذها بعين الاعتبار، فرضتْ نفسها مرة واحدة وجعلتني أواجهها لأول مرة. كنت أمام خياريْن:
أغسطس 12,2014
|
489
0
حيفا تمدّ له لسانها.. ما هذه النهاية تبًا؟.. فلتمطر الآن. سيأخذ من والده النقود ليدفع لصاحبة القاعة الزانية وليدفع لصاحب الشقة ابن الزانية وليدفع دينه المتضخّم للبنك، وليشتري خبزًا ونبيذًا. وسيبدأ من جديد. سيعود ليصبح فنانًا كبيرًا كما كان وسيذهب إلى زيارة الدال نقطة في بيته الذي اعتزل فيه في أعالي الجولان القارس. لو كان معه ما يكفي من النقود لاشترى قنينة نبيذ فاخر ولذهب إلى الدال نقطة ابن الزانية وشربا سويًا نخبًا أخيرًا، قبل أن يبدأ من جديد.
أغسطس 12,2014
|
423
0
غنيّ عن القول إنّ الاثنين ثملا وشربا حتى الإنهاك، ولكنّ جولي كما يبدو لم تكن مستعدة لدفع عشرة آلاف دولار من دون جولة أخرى في غرفتها. شعر سمير ببعض الضيق لأنّ جولي تستغله (أو أنها ببساطة شعرت برغبة لا تقاوم في مضاجعته، وهذا يفسّر خلعها للبلوزة في المصعد). إنها المرة الأولى التي يشعر فيها بأنه يُستغل جنسيًا. هكذا إذًا هو الإحساس.. هل تكون أميرة قد أحسّت بهذا الإحساس البارحة فرمته إلى الكلاب؟
أغسطس 12,2014
|
386
0
مرة أخرى هذا الإحساس الأبويّ، الإحساس بالمسؤولية.. ما الذي يجعله مهتمًا لهذه الدرجة بليليان؟.. ليليان المهاجرة الجديدة التي كانت حتى قبل أيام قليلة مجرد جارة جميلة لا توليه أيّ اهتمام. إنه يجلس معها الآن على سريره ويشربان القهوة بعد منتصف الليل وسينامان على نفس السرير بعد قليل. إحفظ يا حفيظ.
أغسطس 12,2014
|
457
0
عباس. يا إلهي، عباس! ماذا حلّ به؟.. لماذا يتصل الآن؟.. هل يريد إخبارها بأنه سامحها وأنه يودّ الرجوع إليها؟.. لا، ليس بهذه السرعة، لا أحد يصفح بهذه السرعة. خصوصًا آل الجنوبي. عبلة صفحت له بسرعة. لم يمرّ أكثر من شهر حتى عادت إليه. كانت ساعة رائعة عليه الاعتراف. من الصّعب تحديد أيّ من الإثنين كان ألذّ: النبيذ أم عبلة؟ ربما لم يكن عليه الاستسلام لها البارحة. لو أبدى قليلا من التمنع وأجّل الأمر ليوم أو اثنين لكان يشعر الآن بقليل من الاحترام لذاته. ترى لو كان امرأة، هل كان نشاطه الجنسي سيكون بهذه الوتيرة؟..
أغسطس 12,2014
|
418
0
في المتحف وجد بلاغين بانتظاره عند المدخل: “جولي. إتصل بي”؛ “د. حكيم، اتصل بي بأسرع وقت”. بمن يتصل أولا؟.. جولي لا شك تود التقاءه، ربما لشأن يتعلق بمعرضه وربما لشأن يتعلق بغرفتها في الفندق. الدال نقطة ابن الزانية يودّ الحديث إليه لا شكّ عن “السيرك” وعن مرڤت. من أين سيأتي بالقوة الكافية للتعامل مع هذيْن الأمريْن؟.. ألا يكفيه ما يحصل له؟ ولكنه من جهة أخرى يودّ بيع المعرض بشدّة ويودّ معرفة ما حلّ بسلسلة “السيرك”.
أغسطس 12,2014
|
455
0
“قبل أن تقرأ التفاصيل الواردة في الأوراق التي بين يديك أودّ أن أوضح أمرًا هامًا. يمكنك أن تسمّيه اعترافًا. لا أعرف للآن ما إذا كان عليّ أن أكرهك أم لا. في لحظات الضعف المدمرة أودّ لو أقطعك إربًا أنتَ وأميرة وأتمتع بإلقاء القطع واحدة واحدة إلى المرحاض. ولكن في لحظات الصّحو والصفاء القليلة أعذركما على ما فعلتماه وأحاول اختلاق التبريرات والأعذار وكأنّي وكيلكما ومهمتي الدفاع عنكما أمام نفسي. أعتقد أنه ليس باستطاعتي أن أكرهك.
أغسطس 12,2014
|
416
0
ليس من عادته التأخر عن العمل بهذا القدر. العاشرة. من حسن حظه أنّ المديرة مشغولة بحربها الضروس مع وزير المعارف والتربية الجديد الذي يُصرّ على تقليص الميزانية المخصصة للمتاحف، وتخصيص ميزانيات أكبر لفئات لم تُولَ الاهتمام اللائق في عهد الحكومة السابقة. الحكومة السابقة هي حكومة حزب “العمل” والأحزاب الصهيونية اليسارية. الفئات التي لم تُولَ الاهتمام اللائق هي المتدينون اليهود. إذا عرفنا أنّ الوزير متدين بنفسه ومن حزب دينيّ-قوميّ بطل العجب. بالنسبة له، فإنّ معركة مديرته خاسرة وعليهم التفكير أكثر في كيفية التدبر بميزانية أقلّ
أغسطس 12,2014
|
487
0
لم يحبّ أبدا سياقة عبلة. تسوق كالمجنونة. حتى إنّ أخاه الأوسط لا يباريها في جنونها. وإذا كان عليه يومًا تعداد الأمور التي يخشاها في الحياة فإنّ السياقة السريعة ستحتلّ لا شكّ مكانًا مرموقًا في أعلى اللائحة. حتى عنات استطاعت دبّ الذعر فيه ذات ليلة، عنات الهادئة والوديعة. كان قد اشترى سيارته الأولى والقديمة والتي كتب عنها عباس مرة “المتوعكة دائمًا بأمر من الله”.