ثرثرات فوق السور (4)
بالواسطة- 1
قد يصلح اسم الفيلم المعروف، “سكس، أكاذيب وفيديو تيب”، عنوانًا للتقرير الذي بثته القناة العاشرة الإسرائيلية، ليلة أمس، عن الفساد في السلطة الفلسطينية. فالسكس حاضر (رغم بشاعته الأخلاقية والجسدية)، والأكاذيب هنا والفيديو تيب في أبهى حلله: فيديو مخابرات سرية. لا أعتقد أنّ أحدًا تفاجأ ممّا يفعله لصوص أوسلو في الضفة الغربية، وكمية الفساد المتفشية في السلطة الفلسطينية، ولكنني تفاجأتُ حقًا بشهية رفيق الحسيني الجنسية المفتوحة على مصراعيها، رغم سنه المتقدمة؛ فالزلمي يدبو “موّيت” وها هو يلحق عضوه بجسارة وبطولة وصمود عزّ مثيله في انتفاضات الشعب الفلسطيني الباسل.
وقد كتب موقع القناة العاشرة أنّ أبا مازن هدد نتنياهو (في رسالة حامية) بأنه سيستقيل في حال بثّ التقرير عن أمين سرّه (الحامي). عفوًا؟ لماذا يبدو من هذه الرسالة أنّ أبا مازن أجير لدى بيبي يهدد المسؤول عنه بالاستقالة إذا لم يمارس سلطته على برنامج تلفزيوني؟ ما العلاقة؟ وهل يعتقد أبو مازن أنّ بيبي يريد حقًا بث التقرير وكشف فساد لصوصه؟ أكثر ما تتمناه إسرائيل سلطة فلسطينية معظم قباطنتها ممسوكون في أماكن حساسة (وحامية).
ما يثير اهتمامي حقًا هو مصير السيدة الشجاعة التي سمحت بتسجيل الحسيني الحامي في بيتها وتعاونها مع كاشف الفساد فهمي شبانة ومع المخابرات الفلسطينية. هل ستنجو هذه السيدة بجلدها؟ والسّؤال الذي لا يقلّ أهمية: لماذا يغضبون من الحسيني المنتصب لأنه رغب في أن ينكح سيدات المجتمع الفلسطيني؟ ألا ينكح هو وعصابته منذ أوسلو الشعب الفلسطيني في جميع ثقوبه؟؟ وبلا فيزالين؟!
بالواسطة- 2
اللي ما عندو واسطة لا يروح ولا ييجي. هذه هي النتيجة التي توصلتُ إليها اليوم بعد أن رفعنا أكم تلفون، أم الدُشة وأنا، كي نحاول تدبير دور لصورة أشعة للرفيقة دُشة، التي تنتق على الحيط الواقف. والقصة أنّ الطبيب وجّهنا إلى صورة أشعّة لمعدة الرفيقة دُشة التي تبخّ بخًا (من فوق ومن تحت)، وهكذا وجدت إم الدشة نفسها في مواجهة موظفة لا تفهم إلا بالتعليمات الجافة، ولا يهمها أنّ الرفيقة دُشة تتألم وتصرخ في الليل وتتلوى بين أيدينا. وبعد أن فشت إم الدشة غلها في الموظفة الحقيرة وأسمعتها رأيها بالضبط في بعض أعضاء عائلتها الحميمية، فشت غلها فيّ.
وهكذا شمّرتُ عن مهانتي، وبدأتُ حلقة اتصالات هدفها الوصول إلى الواسطة الأثخن في المستشفيات المجاورة، التي ستمكّننا من تصوير معدة الرفيقة دُشة قبل حلول حرب لبنان الثالثة. وبين أخذ وردّ، واتصال وسجال، وهادا بعرف هاد، وهايا بتعرف هاي، استطعنا الحصول على دور سريع بعد يومين- وهذا كما يعرف جميع الأهالي المنتظرين لصورة أشعة حدث جَلل لا ثانيَ له. ثم اتصل فاعل الخير (ربنا يوقفلو أي حاجة في أي حته) وقال إنه سيُدخلنا بشكل “بيراطي” (يعني: قرصنة) غدًا وليس بعد الغد، وهذا كرمال عين الحلوة (الاسم محفوظ في ملفات التحرير). بالواسطة صوّرنا معدة دشة، قبل نضوج العنب والتين، ومن حظنا أننا نعرف الناس التي يمكن أن تتوسط أو تكون حلقة في واسطة. إنها دولة واسطات حقيرة ومُنتنة. هل ستقولون إننا صرنا جزءًا من منظومة الواسطات؟ يبدو هذا على الأغلب، ولكنني مستعد للمحاكمة والتذنيب وتلقي حكم ثلاثة أشهر في خدمة الجمهور في مكتب النائب العائد غالب مجادلة، لو أنّ هذا سيوقف ألم دُشتي الباكية.
بعد قليل ستبدأ دُشة بتطليع أسنانها. حدا بعرف دكتور أسنان بمون في “رمبام”؟
بالواسطة- 3
قررتُ، بعد تخبطات دامت لسنوات، أن أقتني “بلاي ستيشن”. فقد كنت خائفًا (ولا زلت) من إدماني عليها، لأنني سريع الإدمان على مختلف الأمور، والموقف محرج الآن بعد ولادة الدُشة وتكاليف الهاغيز وأبناء عمومته وأخواله وأنسبائهم وأقربائهم في البلاد والمهجر. لكنّ القرار تمّ، وقد تحمس عامر أخي أيضًا للفكرة وهو يبحث في هذه الأيام عن صفقة مجدية بشراء ماكنتين اثنتين من الطراز القديم (رقم 2) نستطيع تشغيل الألعاب “المدقوقة” (المزورة) عليهما من دون تأنيب ضمير (راجع بند: حق الشعوب التي خضعت للاستعمار في نسخ الألعاب وبرامج الحاسوب مجانًا حتى العام 2134).
هل من واسطة لمثل هذه الصفقة؟؟
(نشرت هذه المادة في مدونة علاء حليحل في تاريخ 11 شباط 2010)