“مرْت الرئيـــس” وأحـــلام ليلة صيف
يبدو أنّ العالم “المتحضر” لا يستطيع أن يعيش من دون أميرة “نبيلة”، تكون جميلة، رشيقة، هيفاء وممتلئة نعمة. فكارلا بروني، “مرت الرئيس ساركوزي”، هي الصيغة الجديدة من الأميرة ديانا، التي “أضفت ألوانًا جميلة” على السياسة، كما يحبّ المعلقون والمتحدثون تبرير درّ لعابهم المشتهي على هيئتها الشهية (عذرًا على السقوط في فخ التعقيب الجنسويّ، فقد قتلني الجّناس!).
وتزداد مركزية وأهمية بروني في هذه الأيام إلى درجة تحوّل ساركوزي إلى “جوز بروني”، ومع أنّ هذا يحمل عزاء الانتقام الحلو بعض الشيء للنسويات (تعريف الرجل بواسطة زوجته)، إلا أنه لا يبشر بالخير: فتسليط الأضواء على قدّ بروني المشدود نحو السماء، وتجاهل قدّ ساركوزي المشدود نحو الأرض (فعليًا ومجازيًا) يُعيد الثقافة السياسية إلى ثقافة “القصور السلطانية” التي كان “الحرملك” يلعب فيها دور الريادة في الطبخ والنفخ والشلخ.
نحن من أنصار اندماج النساء في السياسة بنسبة 50% لا أقل (على الأقل)، مثلما حدث في الحكومة الإسبانية مؤخرًا، ولكننا ضد تحويل سيقان “مرت الرئيس” وفستانها ذي الصرعة الأخيرة (الذي يصرع الملايين) إلى محور التصريحات والتغطيات الصحافية حول زيارة هي الأولى لرئيس فرنسي لإسرائيل منذ مطلع الثمانينات، رئيس يميني “خرج من الخزانة” بصوت مُجلجل، وينافس جورج بوش بجدارة. بروني تُجمّل ساركوزي، وساركوزي يتربّص بنا.
زيارة ساركوزي هي خطوة أخرى في إعادة أوروبا إلى سرير “الصراع السياسي في الشرق الأوسط” وأنا أعتقد أن هذا السرير الخاص بالصراع يجب أن يظلّ مركز التغطيات والمتابعات، بدلا من السرير الرئاسيّ.
(نشرت هذه المادة في مدونة علاء حليحل في تاريخ 30 حزيران 2008)