أمسية يافا: خطأ لا سلكي
تسجيل صوتي لأمسية يافا
بغتني القارئ الفطين محمد يونس حين تعرفت به قبل بدء أمسية يافا لرواية أورفوار عكا”، التي جرت يوم الخميس الماضي.
“عندك غلطة في صفحة 23″، قال مبتسمًا.
لا أعرف إذا كنتم قد ألّفتم رواية تاريخية طافحة بالتفاصيل من قبل، ولكنني بالكاد أذكر اليوم الشخصيات الرئيسية 🙂
“صفحة 23؟ يا ساتر!”
“كتبت عن وجود لاسلكي، بس اللاسلكي لم يكن موجودا وقت الرواية. اكتشفوه بعد مئة سنة…”
أسقط في يدي. عُدت إلى النص صفحة 23: “كان دائمًا يصل إلى طريق مسدودة ويُرجع ذلك إلى إدراكه المحدود بهذه الثقافات الغريبة الهمجية التي لم تسمع بعد بالقطار ولا بالمطابع ولا باللاسلكيّ”.. صحيح! تُعسًا للعالم.
ثم بدأت حملة الابتزازات من محمد وصار يطالب بـ 5% من مبيعات الرواية كي لا يكشف السرّ. وهكذا وجدت نفسي مضطرًا لكشف السرّ والاعتراف بهذه الهفوة وطلب المعذرة والصفح من القارئات والقراء، فأصيب عصفورين بحجر: أن أسدّ الطريق على حملات الابتزاز الإمبرياليّة، وأن أكسب تعاطفكم على تصرفي النبيل والشجاع.
ثم قرّرت أن أقول إنني أقصد التلغراف الذي اخترعوه بعد شي عشر سنوات من عام الرواية (1799) وأقول إنني سهوت بين كلمتي التلغراف واللاسلكي. هذا هو الردّ الرسمي!
لقد كانت أمسية يافا في مقهى سلمى ممتازة، سلسلة وحميميّة وكان الأدب حجة لنا كي نتحدث عن السياسة والمجتمع وعن يافا وعكا وفلسطين.