علاء حليحل يوقع كتابه “كارلا بروني عشيقتي السّرية” في أمسية كوميدية
في أمسية كوميدية وحميمية أطلق الكاتب علاء حليحل كتابه الجديد “كارلا بروني عشيقتي السرية”، يوم الجمعة الماضي، 9 آذار، في مسرح “الميدان” في حيفا، حيث وقع الكتاب الجديد في نهاية الأمسية الخاصة بالأصدقاء والصديقات، ليكون أول كتاب يصدر عن “كُتب قديتا”. وأدار الأمسية بأسلوبه الساخر والمتميز الفنان حنا شماس.
وحضر الأمسية قرابة 100 شخص، شاهدوا خمسة مقاطع فيديو أعدّت خصيصًا للأمسية، حيث تركزت كلها في الجانب الساخر من اسم الكتاب وقصته المركزية، التي تروي قصة علاقة غرامية متخيلة بين الكاتب والفنانة كارلا بروني، زوجة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. وأعدّ المقاطع الساخرة: رازي نجار (حيفا)، طه عدنان (بروكسل)، سهى سيباني (باريس)، يوسف رخا (القاهرة) وعامر حليحل (بريطانيا). كما قدّم الممثلان هنري إندراوس وخلود طنوس حوارًا مأخوذًا من قصة “باسبورت” التي تتحدث عن كاتب يعيش في عكا يرغب بالسفر في جولة أدبية إلى بريطانيا إلا أنّ جوازه منتهي الصلاحية ومكتب الداخلية مغلق بسبب الحرب على لبنان عام 2006. أخرج المقطع المسرحي بشار مرقص.
ويحوي الكتاب 11 قصة قصيرة و11 قصة قصيرة جدًا، تتراوح مواضيعها بين الاجتماعي والسياسي والذاتي، حيث تتناول قصة “الخيمة” مثلا ثيمة اللجوء، فيما تتناول قصة “باسبورت” مسألة الفخ الذي يعيشه فلسطينيو الداخل في علاقتهم مع دولة إسرائيل، وتتناول “هواء البحر” و”عذاب القبور” ثيمة التدين الشعبي والتطرف، وتحضر الحرب الأخيرة على غزة في قصتين من المجموعة. وقال حليحل إنّ من أكثر ما يثير اهتمامه وفضوله بالنسبة لردود القراء على القصص هو التفاعل مع قصة “حلم أبيض”، التي انتهجت منهجًا مغايرًا عن سائر قصص المجموعة، في فحص أسلوب الفنتازيا والخيال العلميّ.
ومن المخطط أن تتخصص دار النشر الجديدة “كُتب قديتا” في أدب التجريب والبحث، ابتداءً من الجانرات المكرسة مثل الرواية والقصة القصيرة والشعر وانتهاء بكتب ملحمية عصرية وكوميكس وأدب الخيال العلمي، على أن تكون جميعها تجريبية وتحمل تساؤلات حول مفهوم الكتابة نفسها وأدواتها. وقال حليحل إنّ دار النشر لن تلتزم ببرنامج نشر ثابت، بل ستنشر جديدها عند توفر المضامين الملائمة فقط.
وفي نهاية الأمسية شكر حليحل جميع من ساهم في إنجاح هذه الأمسية، وقال إنّ الكتاب مهدي إلى الراحل سامي مطر، “الصديق الغالي وشريكي في تأسيس فكرة موقع “قديتا” في البداية”.
وقد بدأ بيع وتسويق الكتاب، حيث يمكن شراء الكتاب عبر الصفحة الخاصة به على الإنترنت بواسطة بطاقة ائتمان، كما أنه سيُباع في المقاهي الثقافية والفنية في الناصرة وحيفا ويافا، إضافة إلى بيعه عبر مشروع توزيع جديد سيُعلن عنه لاحقًا.
وكتب بروفيسور محمود غنايم، رئيس مجمع اللغة العربية في حيفا ورئيس قسم اللغة العربية في جامعة تل أبيب، تظهيرًا للكتاب، تحدث فيه عن الكتاب وتجربة حليحل الكتابية:
“علاء حليحل كاتب جاد، ملتزم وواقعي. وهو في مجموعته هذه يضيف مدماكًا أساسيًا في بناء القصة الفلسطينية التي تسعى بجديتها إلى استيعاب التراث الفلسطيني بمضامينه وأشكاله ويتسع ليشمل التراث القصصي العربي والعالمي بثرائه وتنوعه. إن هموم الكاتب الشخصية تعبّر عن ذلك الألم الحاد الذي ينغرس عميقًا في الجسد الجمعي عبر معظم قصص المجموعة؛ إنه ذلك الصدق الفني الذي يضيق لينفث هموم الكتابة وتحرّق المبدع في حميّا العملية الإبداعية، ثم يتسع آفاقًا ليعكس قضايا المجتمع المعاصر على اختلاف قطاعاته وتعرجات مفاهيمه وتشابكها. ويبقى حليحل مثالاً للكاتب الملتزم، لكنه يمارس لعبة الالتزام بعفوية الفنان ورعونته وعربدته.
“إن إصرار حليحل على محلّيته لا يكسبه واقعية والتصاقًا بزمكانية الأحداث والشخوص فحسب، بل تخطو هذه المجموعة إلى مسارب موغلة في التجريب القصصي ليتعانق الواقع مع الحلم والممكن مع المستحيل والنهائي مع اللانهائي عبر شخوص بيكارسكية تذكّرنا بأدب القرون الوسطى. وهذا يستدعي من الناقد شحذ أدواته النقدية، على أقل تقدير، إن لم يكن تغييرها ليتعامل مع نص حاذق يبدو مفرطًا في الجدية والهزل معًا
(نشرت هذه المادة في تاريخ 11 آذار 2012)