يوم الأحد
ستأتي يوم الأحدْ. وأنا –في يوم الأحدِ- سأكون في البلدْ.
سأربضُ عند منعطف الصالة الداخل في مطبخ أمي مثل أغنيةٍ بحريةٍ حزينةٍ. ستحتفي أمي بولدِها، وستسألني عنها للمرة الألف، وهي تقلي سمكتين للولدْ. فشهيته مفتوحة على مصراعيها، مثل شهية الموت في حفلة للرصاص. ستسألني عنها وسأهرب من السؤال للمرة الألفيْن.
أمي لا تتعب من السؤال ولو على مضضٍ. وأنا لا أتعب من أمي، وإذا كفت عن سؤالي في كل مكالمة أسألها: أحدث شيءٌ؟ ولكن شيئًا مهمًا لا يحدث في البلدِ، اللهم سوى حلول الربيع وفضيحة زهر اللوز على فنون شمّاء. وأبَدْ.
ستأتي يوم الأحد. في الواقع لن أكون في البلد. كنتُ أهلوسُ من شدة شوقي، إذ أنني حلمت البارحة أنها أتت ولم أكن في البيت، بل في البلد. وكانت أمي تقلي سمكتين لولدها حين سألته فجأة: أليست قادمة اليوم من “برّه”، فقمت من فزعي وهرولتُ إلى الثلاجة ورميت بما فيها من سمكٍ لقطة الجارة العصبية.