مماطلة وزارة الداخلية وضيق الوقت يمنعان حليحل من زيارة بيروت!
حليحل وشبلي يشاركان في فعاليات مهرجان “فري ذه وورد” في لندن ويمثلان مهرجان
“بيروت 39” * صدور أنتولوجيا الكتاب الـ 39 بالعربية والإنجليزية وتوقيعها في لندن *
نشاطات أدبية وإعلامية بارزة للإثنين في الأيام الأخيرة
علم موقع “العرب” صباح اليوم الأحد أنّ مشاركة الكاتب علاء حليحل في مهرجان “بيروت 39” في العاصمة اللبنانية، قد تعذرت ولن تتحقق نهائيًا، وذلك لعدم استكمال معاملات استصدار تأشيرة دخوله إلى بيروت، للمشاركة في فعاليات المهرجان، فيما يواصل حليحل مشاركته في مهرجان “فري ذه وورد” (أطلقوا سراح الكلمة) ومعرض لندن الدولي للكتاب في العاصمة البريطانية.
وقال مدير مهرجان “هاي فستيفال”، بيتر فلورنس: “منذ تلقينا قرار العليا الإسرائيلية يوم الثلاثاء، كانت لدينا ساعات قليلة لتفعيل الضغط على الحكومة اللبنانية لتجاوز المنع القانوني المضروب على زيارة حاملي جوازات السفر الإسرائيلية إلى لبنان. ولكن مثل هذه العملية كانت ستستغرق أشهرًا في المسار العادي، تمامًا كما حصل في إسرائيل. وعندما اعتقدنا أننا أحرزنا تقدمًا ما، جاء بركان أيسلنده ليلغي جميع الرحلات المخططة وليسخر من جميع القيود السياسية. علاء حليحل واحد من كتاب “بيروت 39″ بغضّ النظر عن مكان تواجده، وكتاباته عابرة لجميع الحدود. نحن نتطلع قدمًا للعمل معه ومع زملائه الكتاب في جميع المهرجانات التي ننظمها حول العالم في خلال السنوات العشر القادمة”.
وكانت المؤسسة الإسرائيلية، ممثلة بوزير الداخلية إيلي يشاي، قد تجاهلت توجهات حليحل المتكررة طيلة الأشهر الأخيرة بالحصول على ردّ حول نيته التوجه إلى بيروت. ولم يصل ردّ الداخلية الرافض للزيارة إلا في 11 نيسان الجاري، قبل انعقاد جلسة العليا بيوم واحد. وقد انعقدت جلسة العليا للنظر في الموضوع في 12 نيسان، أي قبل يومين من بدء المهرجان، فيما صدر أمر السماح بالسفر في 13 نيسان، أي قبل يوم واحد فقط من بدء المهرجان! وقد أدت هذه التأخيرات إلى وضع حليحل والمنظمين في ضائقة وقت عسيرة، تجلت آثارها في عدم إمكانية استصدار إذن الدخول إلى الأراضي اللبنانية.
وقد بدأت فعاليات المهرجان في بيروت ليلة الأربعاء الماضي، وستنتهي اليوم الأحد. ومن الجدير بالذكر أنّ الإذن الذي منحته المحكمة العليا لحليحل لزيارة بيروت لاستلام جائزته ينتهي اليوم الأحد، 18 نيسان.
وقال الكاتب علاء حليحل المتواجد في لندن، في حديث خاص بموقع “العرب”: “أشعر بأنني في مسرحية عبثية لم أكن أفكر للحظة في أنني سأتواجد فيها. فمن جهة جاء قرار العليا غير المسبوق في سابقة مذهلة أعتقد أنها ستؤثر كثيرًا على منحى الأمور في كل ما يتعلق بعلاقتنا مع العالم العربي، ومن جهة ثانية العملية المنهكة التي بدأناها يوم الثلاثاء لاستصدار إذن دخول إلى لبنان، ثم انفجار البركان في آيسلندة، الذي شلّ حركة الطيران في شمال أوروبا وفي “هيثرو” لندن. الحقيقة أنني لا أعرف أيّ الأمرين أسوأ: أنني لا أستطيع السفر في ظروفي الحالية، أم أنني لا أستطيع السفر وبيدي تأشيرة الدخول إلى لبنان”.
وأضاف حليحل: “رغم خيبة الأمل والحزن الكبيرين لعدم الوصول إلى بيروت وزيارتها، فإنّ ما يهمّ في الموضوع هو مصير الالتماس الذي قدّمه مركز “عدالة” والمتعلق بتعديل القانون أو وضع معايير منصفة لمن يرغب بزيارة لبنان أو سورية من عرب الداخل. من المؤسف حقًا أنّ السلطات اللبنانية لم تنجح في تجاوز عقبة الوقت الضيق والتغلب على الإجراءات الأمنية والإدارية. لقد رغبت جدًا في الوصول إلى بيروت للالتقاء بأصدقاء ومعارف وزملاء لا أتواصل معهم إلا عبر البريد الإلكتروني أو الهاتف. آمل أن أنجح قريبًا في الدخول إلى بيروت”.
وقد وصل حليحل إلى لندن ظهيرة الثلاثاء الماضي، حيث دُعي هو والكاتبة عدنية شبلي من الشبلي، الفائزة الثانية من عرب الداخل، للمشاركة في نشاطات مهرجان “فري ذه وورد”، وهو مهرجان سنوي تنظمه عدة جهات في لندن، يُبرز الكُتاب الذين يعيشون في ظروف تقييد لحرية الكلمة أو الحركة في العالم. وشارك حليحل وشبلي في مؤتمر صحافي عُقد يوم الأربعاء الماضي تحدثا فيه عن وضعيتهما ككاتبين فلسطينيين، فيما أسهب حليحل في استعراض الالتماس الذي قدمه إلى العليا وحيثياته.
وفي يوم الخميس عُقدت جلسة قراءة مع شبلي وحليحل في مركز “فري ذه وورد”، حيث تخللتها قراءات من الاثنين وإجراء حديث متشعب حول “بيروت 39″، وأجابا على أسئلة من الجمهور تتعلق بالمسألة الفلسطينية وممارسات دولة إسرائيل، فيما وقعا بعد النقاش كتاب “بيروت 39” الذي ضمّ أعمالا لجميع الكتاب الـ 39 الفائزين، حيث صدر الكتاب باللغة العربية وبالإنجليزية. واستضاف راديو وتلفزيون بي بي سي بالعربية والإنجليزية الكاتبين شبلي وحليحل في عدة برامج، فيما حظيت مشاركتهما ومهرجان “بيروت 39” بتغطية صحافية في الصحف المحلية الهامة مثل “الغارديان”.
وسيشارك حليحل اليوم الأحد في وجبة غداء احتفالية في مسرح “يانغ فيك” في الويست إيند، مع الكتاب المشاركين في المهرجان ومع صحافيين، وسيقرأ نصًا للكاتب البلغاري جورجي ماكوف يتعلق بالاحتفالية الخمسين لمهرجان “أدب في السجون”، إلى جانب قراءة أحد نصوصه. ثم سيشارك حليحل في ندوة أدبية عصر غد الإثنين في معرض لندن الدولي للكتاب، تتركز في لقاء شخصي معه حول أدبه وكتاباته.
ومن المتوقع، في حال تجدّد الملاحة الجوية إثر إنفجار البركان في آيسلنده، أن يغادر لندن عائدًا إلى البلاد ليلة غد الإثنين.
وكان مركز “عدالة” تقدم بالتماس إلى المحكمة العليا الإسرائيلية، قبل أقل من شهر، باسم حليحل، مطالبًا المحكمة بالتدخل في أمرين: الأول السماح لحليحل بالسفر إلى بيروت، والثاني المطالبة بوضع وصياغة معايير واضحة تتعلق بسفر المواطنين العرب في إسرائيل إلى ما تسميه إسرائيل “دولا عدوة”. وقد أصدرت العليا أمرًا مفاجئًا وغير متوقع صباح الثلاثاء الماضي بالسماح لحليحل بالسفر إلى بيروت لاستلام جائزته، فيما أصدرت أمرًا احترازيًا يُجبر الدولة على تفسير عدم إصدار وصياغة معايير تتعلق بالمنع الجارف وفق أنظمة الطوارئ. ومن المتوقع أن تستمر جلسات العليا المتعلقة بالبند الثاني في الإلتماس.
(نشرت هذه المادة في مدونة علاء حليحل في تاريخ 18 نيسان 2010)