“إل عال”: فلتبدأ المقاطعة ..
علاء حليحل
كان من الممكن أن نستمرّ في الاحتجاج على عنصرية شركة الطيران الإسرائيلية، “إل عال”، المُوجهة ضدنا في المطارات، وأن نبعث بالرسائل الاحتجاجية وربما بتقديم الدعاوى القضائية، إلاّ أنّ رفض الشركة لنقل جثمان المرحومة العكية لميس جرّار من الولايات المتحدة الأمريكية، “لأنها مسلمة”، يجب أن يخرجنا من دائرة الاحتجاج إلى دائرة الفعل.
فمثل هذه العنصرية لا يجب أن يُسكت عليها، ومن لا يحترم جثمان إنسان، هو مواطن أيضًا في الدولة، لمجرد أنه من دين آخر، هو هابط أخلاقيًا، ولا حق له في الاستمرار في الوجود.
هذه ليست مبالغة، ويجب على العالم وعلى إسرائيل أن يفهما أنّ العنصرية اليهودية-الإسرائيلية تفوق في بعض جوانبها العنصريات الفاشية التي سادت في أوروبا، وهي تفوق بالتأكيد العنصريات اللا-سامية المُوجهة ضد اليهود اليوم في العالم.
مثل هذه المسلكيات التي قد تُبرر بـ “مشاعر المتدينين” هي باطلة وغير إنسانية، ولا نعرف صراحة عن دين يمكن أن يمنع أبناءه من الطيران في طائرة فيها جثمان لشخص من ديانة أخرى!
تجاربنا كعرب مع “إل عال” لا تُحصى، وهي لا تنحصر في نشرها من مرة إلى أخرى عندما تكون الشخصية المهانة “هامة” أو لها منصات صحافية. تجاربنا كثيرة ولا تُحصى، وجميعنا نقع ضحية التفتيشات والمساءلات والاتهامات وخلع الملابس و”الشحشطة” في المطارات، ولكن غالبيتنا الساحقة لا تجد متنفسًا لما تمرّ به، وهذا يخلق الوهم بأنّ كل شيء على ما يُرام، ولكن والأصعب أننا قد نستسلم ونحن نردد بقرف: “تعوّدنا”…
يجب أن تكون المقاطعة حاسمة في هذا الشأن، ويجب أن تصل أصداؤها إلى خارج البلاد بالأساس، وهذه مهمة الأشخاص والأجسام من جمعيات وأحزاب الذين لهم اتصالات وقدرات على نشر ما حدث على الملأ. يجب على إسرائيل وسياساتها الرسمية أن تُكشف بالكامل وألا يُمرّ عليها مرور الكرام.
من أجل هذا يجب السعي لتكثيف الجهود وعدم الاكتفاء بالشتم أو التأفف أو التسليم بأننا رأينا وسمعنا كل شيء. الحقيقة، أننا لم نرَ حتى الآن كل شيء، ولم نسمع بكل شيء، وحالة لميس هي أكبر مثال على ذلك. ومن يدري، فقد تكون هذه الحادثة دافعًا للتحرك ضد هذه الأنواع من السفالات العنصرية.
(نشرت هذه المادة في موقع ’’عرب48’’ بتاريخ 16 شباط 2007)