في عمّان: هشام البستاني يُوقع كتابه الجديد “مقدماتٌ لا بدَّ منها لفناءٍ مؤجل”
بمشاركة نقدية لكل من القاص المخضرم محمود الريماوي والناقد مجدي ممدوح، وباشتباك أدبي/ سمعي/ بصري يتجادل فيه السرد القصصي مع الموسيقى والصورة يشارك فيه المستنقع (موسيقى إليكترونية) ومحمد شحرور (فيديو آرت)، يقام تمام السابعة من مساء السبت المقبل 21 حزيران في بيت تايكي، حفل توقيع الكتاب القصصي الجديد للقاصّ والكاتب الأردني هشام البستاني، بعنوان: “مقدّماتٌ لا بدَّ منها لفناءٍ مؤجل”، الصادر مؤخّراً عن دار العين للنشر في القاهرة.
في كتابه الجديد، يستمر البستاني في السير في المسالك السرديّة التجريبيّة، والذي ابتدأه منذ كتابه الأوّل “عن الحب والموت” (بيروت: دار الفارابي، 2008– تقديم: صنع الله إبراهيم)، وواصله في كتابه الثاني “الفوضى الرتيبة للوجود” (بيروت: دار الفارابي، 2010)، وشهد تصاعداً حاداً في تجربة وصفها الكاتب بأنها “سرد/موسيقى” أو “قصص على تخوم الشعر” في كتابه الثالث “أرى المعنى” (بيروت: دار الآداب، 2012).
كتاب “مقدماتٌ لا بدَّ منها لفناءٍ مؤجل” يعود مرّة أخرى إلى مساحات وتقاليد السرد والقصّ القصيرين، ويرد على غلافه بأنه “متاهةٌ قصصيّة”، حيث كتبت قصص المجموعة بتقنيات الدوران اللولبيّ والعودة إلى نقطة البداية، إضافة إلى توظيفها تقنيّات الالتباس بين الواقع والهلوسات، متناولة ثيماتٍ تشتغل على تأمل الحياة والموت، والعنف المرافق لهما بكل أشكاله.
يحتوي الكتاب الواقع في 168 صفحة 42 قصة قصيرة وقصيرة جداً، موزّعة على عشرة فصول هي: قبل النهاية بلحظة واحدة، المتاهة اللولبية، فرق التوقيت، مسارات الوحدة، تحت السطح بقليل، محاولات لإعادة التعريف، ساعات احتضار القاص الأخيرة، تأمل بطيء للموت، المطهر، وتلك الكثافة التي تحاصرني في كل مكان.
في “قبل النهاية بلحظة واحدة” نقرأ عن قصة قتل أحد الثائرين ضد النظام السوري بواسطة تحطيم رأسه بالطوب، وتروي القصة من خلال زوايا نظر تخص القاتل، والقتيل، ومُراقبٌ هو أحد شخصيات رواية “ووتشمين” المصوّرة للمؤلف الأميركي ألان موور، الأبعاد المتعددة المتعلقة بالقتل، والثورة، والمشاهدة الباردة للأحداث من وراء شاشة. في فصل “مسارات الوحدة” نجد عدداً من القصص تعاين تجارب وحالات مختلفة من العزلة والاغتراب والانسحاب الداخلي، في حين تستنطق قصة “الجريمة الكاملة” لوحة “القبلة” للنمساوي جوستاف كليمت، وترى فيها مشهداً آخر غير المشهد الذي يتعارف عليه محبو الفنان ونقاده، بينما نعاين الشاعر الأميركي تشارلز بوكاوسكي مصلوباً في قبو في قصة “باب الشفاعة” التي تشتغل على ألاعيب الشكّ واليقين، وتشتغل قصة “الحشر” على أفلام فيديريكو فيلليني وأحلامه واستيهاماته، والعلاقة بين مخرج الفيلم والمشاهد وشخصيات العمل.
في قصة “عذابات الحلاج” يعود الحسين بن منصور الحلاج إلى الحياة في عالمنا المعاصر، ونعاين ردود أفعاله على مشاهداته في لحاضر وعلى مآلات الماضي؛ فيما تستحضر قصة “مدار الرؤيا” شبح الشاعر البريطاني ويلفرد أوين الذي قتل قبل أسبوع واحد من نهاية الحرب العالمية الأولى ونشر ديوانه بعد موته، ويعود البستاني لتوظيف الفيزياء ضمن فنون السرد في النص الثاني من فصل “تلك الكثافة التي تحاصرني في كل مكان”، فتظهر “قطة شرودنجر” الحية والميتة في آنٍ معاً، ونعاين الانفجار الكبير داخل حاوية قمامة، والتوظيف الأدبي لنظريّة التواريخ المتعدّدة، أما النص الأول في ذلك الفصل فيتناول الجزائر العاصمة بثقلها التاريخي الذي يطارد الكاتب في شوارع المدينة وعلى شواطئها.
يذكر أن هشام البستاني هو قاصّ وكاتب، ولد في عَمّان/الأردن عام 1975. تنشر مقالاته ودراساته في الصحف والمجلات العربية والعالمية مثل الأخبار (لبنان) والقدس العربي (لندن) والآداب (لبنان) ومونثلي ريفيو (الولايات المتحدة) وجدلية (الولايات المتحدة). صدر له في الأدب: عن الحب والموت (بيروت: دار الفارابي، 2008، بتقديم من صنع الله إبراهيم)،الفوضى الرتيبة للوجود (بيروت: دار الفارابي، 2010)، أرى المعنى… (بيروت: دار الآداب، 2012)، وكتابه الجديد: مقدماتٌ لا بدَّ منها لفناءٍ مؤجل (القاهرة، دار العين، 2014). نشرت قصصه في العديد من الصحف والمجلات العربية، واختيرت ضمن عدد من الملفات الأدبية عن الكتابة العربية الجديدة. اختارته مجلة إينامو الألمانية كواحد من أبرز الكتاب العرب الجدد، ونشرت ترجمة لقصص له بالألمانية ضمن العدد الخاص بـ”الأدب العربي الجديد” شتاء 2009. اختارت مجلة وورلد ليتريتشر توداي الأدبية الأميركية العريقة قصته “التاريخ لا يصنع على هذه الكنبة” لتكون ضمن ملفها المخصص لنماذج مختارة عالمياً من القصة القصيرة جداً، عدد سبتمبر-أكتوبر 2012. واحتوى الملف على 12 قصة قصيرة جداً لـ10 كتاب من 10 دول مختلفة. كما نشرت قصصه المترجمة في “ذي كومون”، “ذي سانت آنز ريفيو”، “كت بانك” و”بانيبال”. حُوّلت قصته “ليلى والذئب”عام 2012 إلى فيلم غرافيكي قصير، وقدّمت مسرحيّة “عزلة” استناداً إلى مجموعة من نصوصه القصصية عام 2011. اختاره موقع “ذي كلتشر ترب” الثقافي البريطاني عام 2013 كواحد من أبرز ستة كتاب معاصرين من الأردن.
وقد أُطلق الكتاب ضمن فعاليات معرض أبو ظبي الدولي للكتاب، وسيوقّع لاحقاً في القاهرة وبيروت.