300 كلمة في اليوم (28): والآن، 1200 كلمة في اليوم!

هذه ستكون التدوينة الأخيرة في سلسلة “300 كلمة في اليوم”، التي شكّلت لي أحيانًا 300 “لكمة”. كنت قد أعلنت أنّ الهدف من ورائها تمرين عضلات المخ على الكتابة اليوميّة (حسنًا، شبه اليومية…)، والإصرار على تدريب الأصابع والحواسّ على التقاط التفاصيل يوميًا وتحويلها إلى كلمات تُطلق للفضاء كل يتلقفّها الراغبات والراغبون.

الآن، أدرك أنّ هذا التمرين كان ممتازًا!

لقد نجحت العمليّة والمريض لم يمت: استيقظت عضلات المخّ، ونجحت بالعودة للكتابة، لهندسة النصّ وبنائه. الكاتب في النهاية معماريّ يدقّ المسامير ويصبّ الباطون لبناء الجسد النصيّ. وهذه العمليّة تقوّي العضلات أيّما قوة (وهذه شهادة لا غبار عليها من مساعد طوبارجي وقصّار ذي باع كبير في الجّبْل وتركيب السقايل وتربيط الحديد).

وعليه، سأنتقل إلى الخطوة التالية: العمل على الرواية اللعينة. طيلة الأيام الماضي منذ بدء هذه التدوينات كنت “أكتب” الرواية أيضًا: أسجّل ملاحظات وأفكار على تطبيق الملاحظات في الموبايل وأعلّق أوراقًا صفراء لاصقة على اللوح الكبير المعلق خلفي في المكتب. ما يشبه جمع المواد من أجل صبّة الباطون.

الإصرار على الكتابة حتى بأيام التعب أو الملل أو اللاجدوى أعادت للذهن حقيقة بسيطة “نيو أيجيّة” حتى: لقد وهبتك الطبيعة حبًا للكتابة ومهارة مفترضة بها، فلمَ التبرّم الزائد وليّ الشفتين وطعج الرقبة عند الحديث عن “انسداد الكتابة”؟ اجلس واكتب وإلّا صَهٍ! عليك أن تكون شاكرًا أيّها الجحود على عينين تريان ويدين تتحركان ودماغًا لم تتلفه لفائف القنب وذاكرة النكبة الثقيلة.

قد أبعث إليكم رسائل في قنينات زجاجيّة من مرة لأخرى، لكنّني داخل إلى المختبر وسأجري التجارب بالسائل والصلب. إذا اشتقتم إلى هذه التدوينات التي أحبّها الكثيرون (شكرًا، شكرًا) فما عليكم إلّا كتابة تدوينات مثلها، يوميًا أو شبه يوميّ، بالكلمات أو الصور أو الفيديوهات القصيرة. ستكتشفون لذة إنجاز مهمة يوميّة (أو شبه يوميّة) وستبتسمون حين تنشرون التدوينة لأنكم نجحتم مرة أخرى في إسكات كلّ “الأصدقاء اللدودين” الذين كانوا ينتظرون في الزاوية عدم نشر التدوينة اليوميّة ليباعصوكم بفرح!

(لتدوينات الـ “300 كلمة” السابقة)

 

تعليقات (0)
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *