ملحق رقم 2

تقرير شرطة إسرائيل إلى الانتربول حول سلسلة “السيرك”

أعدّ هذا التقرير على يد الرقيب عوديد كوهين وهو مقدم إلى المقدم يوهان سبنسر، المحقق في شرطة الإنتربول، بناءً على طلبه.

في الخامس من تموز لسنة 1998 تمّ القبض على السيد حكيم الحاج (59 عامًا)، وهو دكتور للفنون الحديثة ومحاضر في جامعة حيفا، وعلى الآنسة مرڤت عبدو (23 عامًا) من سكان حيفا. الاثنان آنفا الذكر أعتقلا بناءً على الاشتباه بهما بتورطهما بسرقة سلسلة “السيرك” لبيكاسو، منتصف الشهر الماضي. بعد التحقيق المستمرّ ونتائجه -اللذين سنأتي على تفصيلهما حالا- تمّ إطلاق سراح د. حكيم الحاج لثبوت عدم ضلوعه في عملية السرقة أو في التخطيط لها أو في محاولة بيعها. الآنسة ميرڤت عبدو معتقلة للآن ومتهمة بالضلوع في محاولة بيع السلسلة في البلاد. الآنسة جولي سباستييه، الضالعة في القضية وأحد المشتركين في عملية السرقة، متواجدة الآن في فرنسا ومهمة القبض عليها متعلقة بكم.

وإلى حيثيات التحقيق:

وصلنا بلاغكم عن سرقة السلسلة قبل النشر عن ذلك بأسبوع وعن تأكدكم من نية بيعها في البلاد عن طريق الآنسة ميرڤت عبدو. اتضح بحسب التحقيقات أنّ للآنسة عبدو ابن عم يقطن في فرنسا للدراسة واسمه إحسان عبدو، وهو شريك في عملية السرقة، كما أكدتم أنتم في التقرير المقدم لنا بتاريخ 29 حزيران. وعلمنا أنّ إحسان عبدو توجه إلى ابنة عمه -والتي اتضح أنها خطيبته أيضًا- وأقنعها بالاشتراك معه في عملية بيع السلسلة لأحد رجال الأعمال الاسرائيليين المهتمين بالفن. كان دور الآنسة ميرڤت يتلخص فقط في البحث عن مختص بالفنون الحديثة وعرض أعمال السلسلة عليه لتثمينها. اتصلت الآنسة ميرڤت بالدكتور حكيم، بداية عن طريق ورقة وضعتها جولي سباستييه على زجاج سيارته، ومن ثم بالهاتف، ومن ثم باللقاء معه وعرض اللوحات عليه. بعد اللقاء الأخير وُضع الدكتور حكيم تحت المراقبة الصارمة لأربع وعشرين ساعة يوميًا.

بعد اللقاء توجه الدكتور حكيم إلى حانة في مركز الكرمل وبقي هناك حتى قبل منتصف الليل بقليل ثم اتجه إلى شقة تقع في الهَدار العلويّ تخصّ فنانا شابًا اسمه سمير الخالدي. بعد منتصف الليل بقليل عاد السيد سمير الخالدي إلى شقته وأدخل الدكتور حكيم إليه وبقي هناك حتى الصباح. بعد يومين من هذا اللقاء التقت الآنسة ميرڤت الدكتور حكيم مجددًا، في مكتبه هذه المرة، الذي رفض تثمين السلسلة حسب الاتفاق وطلب إرجاعها على الفور إلى المتحف الذي سُرقت منه. رفضت الآنسة ميرڤت طلبه وغادرت على الفور. نحن كنا نتعقب المحادثة بالطبع من غرفة في نفس الطابق لذلك ألقينا القبض عليها وعلى الدكتور حكيم.

إعترف الدكتور حكيم بكلّ ما ذُكر حتى الآن وتم اطلاق سراحه بناء على شهادته ورفضه التورط في قضية السرقة بأية طريقة كانت. كما ذكرت، فإنّ الآنسة ميرڤت ما زالت معتقلة حتى انتهاء التحقيق وتقديمها للمحاكمة. السيد سمير الخالدي لم يكن له أيّ ضلع في القضية ولذلك لم يُوقّف أو يُستجوب.

ألقينا القبض كذلك على شخص مطلوب للشرطة بشكل عاجل، كان يقطن في نفس العمارة ولكنه لا يمتّ للقضية بأية صلة.

تلخصت مهمة جولي سباستييه في لقاء رجل الأعمال الإسرائيلي. جرى اللقاء في أيلات، بحسب شهادة الآنسة ميرڤت عبدو، واستمرّ حوالي الساعة. بعد اللقاء توجهت جولي إلى حيفا والتقت الدكتور حكيم في افتتاح معرض للفنان سمير الخالدي، آنف الذكر، واتضح أنهما على معرفة جيدة، بناء على شهادة الدكتور حكيم. مكثت جولي في حيفا حوالي أسبوع واحد وكانت مهمتها متابعة مهمة ميرڤت عن قرب، تحت غطاء اهتمامها بشراء معرض الفنان سمير الخالدي، آنف الذكر. كان مهما جدًا للسّارقين ألا يكونوا على صلة مباشرة بالدكتور حكيم واعتمدوا كلية على الآنسة عبدو. جولي سباستييه لم تفاتح الدكتور حكيم بالموضوع بتاتا. وعندما علمت بفشل مهمة ميرڤت غادرت البلاد فورًا. نحن لم نكن نعلم شيئا عن جولي سباستييه وعن مهمتها لذلك لم تجد هي صعوبة في مغادرة البلاد.

لم نستطع، بناءً على شهادة الآنسة ميرڤت عبدو، التعرف على هوية رجل الأعمال الإسرائيلي الذي كان ينوي ابتياع السلسلة. نحن نعتقد أنه لا يقطن في إسرائيل بشكل دائم وأنّ أعماله بمعظمها تتركّز في أوروبا. هذا ما صرّحت به الآنسة عبدو وقالت إنها لا تعرف اسمه لأنّ احسان عبدو لم يطلعها عليه. نحن نميل إلى تصديقها في هذا الأمر. كذلك علمنا من الآنسة عبدو أنّ الأعمال أعيدت إلى فرنسا بعد أن اطلع عليها الدكتور حكيم. وقد قالت الآنسة عبدو إنها لا تعلم شيئا عن الطريقة التي جُلبت فيها اللوحات إلى إسرائيل والطريقة التي أعيدت فيها إلى فرنسا. نحن ما زلنا مستمرين في التحقيق معها في هذا الموضوع ونعتقد أنها على دراية ولو بسيطة بطريقة نقل الأعمال. سنعلمكم بأية مستجدات في هذا الموضوع في الحال.

أعتقد الآن، بحسب ما ذكرتُه وبحسب نتائج التحقيق، أنّ دور الشرطة الإسرائيلية انتهى في هذه القضية ونرجو أن تكون التحقيقات والتقرير الذي بين أيديكم عونًا لكم في القبض على باقي الأفراد المتورطين في القضية واسترجاع سلسلة الأعمال الفنية القيّمة.

باحترام

الرقيب عوديد كوهين

نسخة عن التقرير لكلّ من:

– قائد قسم التحقيقات في شرطة إسرائيل.

– قائد وحدة الارتباط الأوروبية في “الموساد”.

(إلى صفحة الرواية)

تعليقات (0)
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *